إنفاذاً لتوجيهات القيادة، أنهى الفريق الجراحي المختص بنجاح، فصل التوأم السيامي التنزاني "حسن وحسين" في عملية جراحية معقدة استغرقت 16 ساعة بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض.
وتعكس تلك العملية، دور المملكة الريادي في العمل الإنساني بشكل عام والطبي بشكل خاص، والإنجاز الطبي الذي يترجم الشعور الإنساني النبيل للقيادة الحكيمة وحرصها على تقديم الخير للإنسان أينما كان، كما يعكس التفوق الطبي السعودي الذي يأتي انسجاماً مع أهداف رؤية السعودية 2030 لتطوير القطاع الصحي بالمملكة، ورفع جودته وكفاءته.
العملية نفذت على 9 مراحل شارك فيها 35 من الاستشاريين والمختصين
ونفذت العملية على 9 مراحل شارك فيها 35 من الاستشاريين والمختصين من أقسام التخدير وجراحة الأطفال وجراحة المسالك البولية للأطفال والتجميل والعظام، بالإضافة إلى الكوادر التمريضية والفنية.
وتعد العملية التي تمت بسلاسة كما خطط لها هي رقم 59 للبرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة، حيث مرت بعدة مراحل شملت التخدير والمناظير والتعقيم وفتح الجراح، ثم فصل الكبد وفصل الأمعاء الغليظة والدقيقة وفصل الجهاز البولي والتناسلي والتداخلات التي بينهما، ثم جرت عملية الاستفادة من عضلات وجلد الطرف الثالث المشوّه على يد المختصين بجراحة التجميل.
كما جرى بعدها فصل كل من "حسن وحسين" في سرير مستقل لكل واحد منها لأول مرة في حياتهما وذلك بعد مرور 12 ساعة على العملية، ثم بدأت بعد ذلك مرحلة الترميم وشملت ترميم الجهاز الهضمي والقولون والجهاز البولي والجهاز التناسلي، بعدها تمت عملية إقفال الجراح، ثم نقل التوأم إلى وحدة العناية المركزة للأطفال في سريرين منفصلين.
بدورها عبرت والدة التوأم عن شكرها وامتنانها للقيادة السعودية على قيام الفريق الطبي المختص بإجراء عملية فصل التوأم وتقديم العلاج اللازم لهما، مشيدة بما تقوم به المملكة من عمل إنساني كبير، ومقدرة حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة طيلة مدة إقامتها في المملكة.
الذكاء الاصطناعي ليس بعيداً عن عمليات فصل التوائم
فيما أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة لـ"أخبار24" أن الذكاء الاصطناعي ليس بعيداً عن عمليات فصل التوائم السيامية، مؤكداً أن كل ما يستجد من تقنيات تخدم فصل التوائم بما في ذلك الذكاء الاصطناعي سنستخدمه في المستقبل.
وأوضح أنهم الآن يستخدمون أجهزة دقيقة جداً بعضها بالليزر، إلى جانب استخدام المشرط بالأشعة فوق الصوتية، والكي الكهربائي، وأحدث الأجهزة الطبية لتقليل نزيف الدم، مبيناً أن مثل هذه العمليات تجرى في بعض الدول وتشهد نزيفاً يماثل ثلاثة أضعاف ما نفقده نحن.
يذكر أن البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة بدأ في عام 1990م، واستطاع خلال 33 عامًا متابعة 133 حالة من 24 دولة، نجح في فصل 58 حالة منها، وتعد هذه الحالة رقم 59.