في السعودية؛ يُسمي الآباء والأجداد، من يُجيد الرماية بالسلاح بـ"البواردي"، وجمعهم "بواردية"، وهو اللقب المقتبس أو المشتق من "البارود".
ومع تطور الحياة وارتسامها خطوطاً حديثة، تغيرت فكرة السلاح من "البارود"، إلى أسلحة بأنماط وأشكال عصرية، كالمسدسات، والبنادق، وغير ذلك، لكن مفهوم "البواردي" بقي ملتصقاً في أذهان السعوديين، كمصطلح له ارتباط بالتاريخ والموروث.
يتيح لزواره ممارسة الرماية الحية
وذلك ليس إنشاء، إنما ناتج عن جولة قامت بها "أخبار24" في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، في نسخته الخامسة، الذي تحتضنه ملهم شمال الرياض، وهو المعرض الذي احتوى على عديد من ومضات الماضي العريق.
ومن بين تلك الومضات، ركن خاص بالرماية، وهي الرياضة التي استحدثها الاتحاد السعودي للرماية، ويتيح لزواره ممارسة الرماية الحية، وقد عاشتها "أخبار24"، من منطلق تعزيز الموروث السعودي.
وخلال تلك الجولة، كان المدرب السعودي خالد الحربي مبحراً في تفاصيلها، وهو الذي يحرص على تعريف الزوار بأهداف التواجد، وتسليط الضوء على أنواع الرماية والأسلحة المختلفة.
يقول الحربي "أنواع الرمايات متعددة، إما عبر المسدس والبندقية، وهناك ما يسمى بالرماية العملية، التي استحدثت مؤخراً في الاتحاد السعودي للرماية، وقد خصصنا لها مسابقة وبطولة بشكل شهري، للمسجلين في الاتحاد، ليتم تقييمهم، وذلك من منطلقنا الأساسي، الذي يرتكز على تكريس مفهوم الموروث السعودي".
الاتحاد يلتزم بأعلى معايير الأمان والسلامة للمشاركين أو الهواة
ويجزم الحربي بأن الاتحاد يلتزم بأعلى معايير الأمان والسلامة للمشاركين أو الهواة، في جميع مشاركاته وأركانه، وذلك ليعود بنهاية الأمر على فكرة الترغيب بممارسة الرماية.
وفي المشاهدات الحية التي سجلتها "أخبار24"، يلحظ الإقبال على الركن، من باب التجربة، أو الاطلاع، على الأسلحة وكيفية استخدامها، والتعامل معها، لكسر حاجز الخوف في مقابل تلك الأجهزة، التي كانت في السابق بدائية ذات هيبة مطلقة، والتصقت بكثير من الأمثال، والأهم من ذلك "النخوة" النابعة من مسمى "البواردي" الذي يعود بالفخر على صاحبه، باعتبارها تشكل له ميزة خاصة دوناً عن غيره.