في كل عام ينسج مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة رداءً من الحرير الأسود الطبيعي الخالص المستورد من إيطاليا، مطرزاً بأسلاك فضية مطلية بالذهب البراق تشكل آيات قرآنية وتسبيحات، ليكسو جدران البيت العتيق، الذي تتوجه إليه أنظار المسلمين بلهفة المرتقب.
اُفتتح في عهد المؤسس دار متخصصة لصناعة الكسوة في مكة
بدأت المملكة رحلة الاهتمام بحياكة كسوة الكعبة المشرفة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1927م؛ إذ اُفتتح في عهده دار متخصصة لصناعة الكسوة في مكة المكرمة، أنتجت أول كسوة سعودية للكعبة، وبعدها انتقل إلى "مصنع كسوة الكعبة" في عام 1977م في أم الجود، أحد أحياء مكة المكرمة.
وتابع أبناء الملك عبدالعزيز باهتمام وعناية فائقة صناعة الكسوة وتطويرها حتى عصرنا هذا، حيث وصلت قيمة تكلفة كسوة الكعبة 25 مليون ريال، وفي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تغيّر الاسم ليصبح "مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة"، وتشرف على المجمع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
200 فني وإداري متخصص لإنجاز هذا الرداء البهي
وتمثل زيارة المجمع فرصة ثرية للاطلاع على إحدى أكبر المنشآت المتخصصة في حياكة الحرير وتطريزه، وعلى خطوات عمل حوالي 200 فني وإداري متخصص لإنجاز هذا الرداء البهي، ستتعرف على تاريخ المجمع، وعلى مراحل صناعة كسوة الكعبة، وعلى طريقة استبدالها؛ إذ يتضمن المجمع أقسامًا عدة، منها: المصبغة، النسيج الآلي، النسيج اليدوي، الطباعة، الحزام، المذهبات، الخياطة، تجميع الكسوة.
وتستغرق صناعةً الكسوة ما يقارب 9 أشهر، إذ كانت الأنظار تترقب بلهفة مراسم اكتساء الكعبة حلتها الجديدة كل عام، بعد صلاة فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، إلا أنه في عام 1444هـ/2022م، تغير موعد استبدال كسوة الكعبة، فأصبح في غرة شهر محرم.