تُعد سوق "الحلة" وجهةً للراغبين في شراء الآلات الموسيقية بأنواعها المختلفة، وكانت مقصداً لكبار الفنانين ووجهة للموسيقيين، وما أن تصل إلى السوق يقص عليك البائعون قصص زيارات الفنانين لهذه السوق العريقة الممتد عمرها إلى ما يُقارب الـ60 عاماً.
تصل عدد الجلسات التدريبية إلى 10 جلسات وقد تستمر لخمسة أشهر
وكان يتردد عليها آلاف الشباب والهواة تارة يبحثون عن آلات موسيقية مثل العود والكمان وتارة يبحثون عن أشخاص يطلعونهم على كيفية التعامل مع هذه الآلات، ويتصدر العود المصري قائمة الأعلى مبيعاً للآلات لأجل التعلم فيه، فيما يُقبل المتمرسون على الأعواد العراقية والبحرينية.
وعرف عن سوق الحلة بتواجد كثير من الأشخاص الذين يقومون بتولي مهمة تدريب الهواة والموهوبين على عزف العود وضمان إتقانهم لهذه العملية.
انطلقت "أخبار 24" في ليلة هادئة إلى السوق التي تضم عشرات المحلات، والواقعة في منطقة ازدحام مروري شديد، وتم رصد ركود بشكل نسبي في حركة التسوق، والتقينا معلّم الموسيقى صادق الحريبي المكنى بـ"أبو عبدالله"، استقبلنا بابتسامة عريضة تحمل خلفها قصصاً من تاريخ هذه السوق، وسرعان ما حمل آلة العود ليبدأ في عزف مقطوعة موسيقية شهيرة.
ويقول الحريبي لـ"أخبار24"، إنه قضى قرابة 30 عاما في تعليم العزف على العود في سوق "الحلة"، وإنه قام بتدريب كثير من الفنانين الذين وبمرور الزمن أصبح لا يعرفهم بأسمائهم إنما بصورهم.
منهم مجدي بن مروان، وهو فنان شاب كفيف حظي بشهرة مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي وظهر بعدة قنوات فضائية، مشيرا إلى أنه من دربه على العزف ليتقن الأمر بعد عدة جلسات.
وعن نوعية التعليم ذكر أنها تشمل التعرف على السلم الموسيقي ودرجاته، والتمكن من ضبط الإيقاع، ومعرفة الزمن الخاص بالأغنية والإيقاع.
وتابع الحريبي أن الجلسات التدريبية في الغالب تكون من 10 جلسات وقد تستمر إلى 5 أشهر، وأن أسعار التدريب تترواح بين 600 ريال و1000 ريال حسب ما يراه المدرب.