للحطب خصوصيته في حياة السعوديين. هو الذي تتجمل به جلسات الأُنس والسمر. بل إن الكثير يفضل رائحته التي تلتصق في الملابس. والحطب بالمجمل أحد مجملات فصل الشتاء لدى سكان المملكة.
غرامة 16 ألف ريال لكل متر مكعب لمن يقوم بنقله
وما أن تتوفر فرص هطول الأمطار، إلا ويصبح الحطب الصيد الثمين لهواة الصحراء. فإشعال النار لا يكتمل إلا به، لا سيما أنواعاً معينة منه، كـ"السمر والإرطة"، وغيرها من الأصناف المفضلة.
ومع تطبيق المملكة نظاماً يكفل مكافحة التصحر، الذي دفع بنهاية الأمر لمنع الاحتطاب، وفرض نظام عقوبات تصل إلى غرامة 16 ألف ريال لكل متر مكعب لمن يقوم بنقله، أما من يقوم بالمتاجرة به، فتصل العقوبة لغرامة 32 ألف ريال لكل متر مكعب، عبر قوات خاصة بالأمن البيئي، إلا أن ما يشبه السوق السوداء، تنشط مع كل موسم شتاء.
وبناءً على بدء انتشار "الباعة" أرباب السوق السوداء تلك، تبنت "أخبار24"؛ التنبيش في الأمر؛ من باب العبث المحمود لفهم ما يدور في تلك الكواليس الموسمية للحطب، والتقت أحد الباعة المخالفين، الذي يعرض "سمر المدينة" المصنف ضمن أفضل الأنواع، وقد وضع تسعيرة حزمة منه – أي سمر المدينة" بـ15 ريالاً، بينما يبلغ سعر صندوق مركبة من نوع "بيك أب" 1400 ريال؛ وما أن أبلغته الصحيفة أن الموقع المراد الوصول إليه محافظة الخرج، إلا وقابل الأمر بالرفض؛ بحجة أنه متخصص في أسواق الرياض فقط.
وفي مقابل ذلك، وضعت "أخبار24" تلك القصة برسم عبد السلام السلمان رئيس لجنة الإصحاح البيئي في برنامج المدن الصحية، وما أن تم فتح الملف معه، إلا وانبرى الرجل لوضع عدد من الإشكالات الناتجة عن "الاحتطاب"، أبرزها، أن البيئة في السعودية تستنزف بفعل الاحتطاب، وأن كل حزمة حطب محلي، هي عبارة عن أشجار معمرة مقطوعة، ومتواجدة في البيئة منذ مئات السنين دون أن يتعرض لها أحد.
واعتبر السلمان، أن الأشجار التي تتعرض للقطع مفيدة للكائنات الفطرية، وتوفر الظل للإنسان، وتعمل على سحب ثاني أكسيد الكربون، وتبث الأكسجين، وأن الاحتطاب يقضي على هذه الفوائد.