تعامدت الشمس على الكعبة المشرفة، وقت صلاة الظهر بالمسجد الحرام في مكة المكرمة اليوم (الاثنين)، في ظاهرة فلكية تسمى تعامد الشمس "التسامت" وهي الثاني والأخير هذا العام 2024.
تتوسط الشمس خط الزوال وتصبح على ارتفاع 90 درجة تقريباً
وبحسب الجمعية الفلكية بجدة، يحدث التعامد الثاني مع عودة الشمس "ظاهرياً" قادمة من مدار السرطان متجهة جنوباً إلى خط الاستواء، وتتوسط خط الزوال وتصبح الشمس على ارتفاع (90 درجة) تقريباً، حيث أظهر مقطع فيديو بثه التلفزيون السعودي ظل الزوال صفراً واختفاء ظل الكعبة المشرفة.
وأوضح رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة، أن سبب ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة؛ يعود إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة، والذي يؤدي إلى انتقال الشمس "ظاهرياً" بين مداري السرطان شمالاً والجدي جنوباً مروراً بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة.
وأبرز استخدام لهذه الظاهرة الفلكية هو تحديد الاتجاه نحو القبلة خاصة في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والإسلامية، وجميع المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق، فمن خلال استخدام قطعة من أي نوع مثبتة بشكل عمودي وبمراقبة ظلها لحظة التعامد فإن الاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية للهواتف الذكية.
وتُستخدم ظاهرة التعامد أيضاً في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية، وذلك باستخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة، وهي تدل أيضًا على كروية كوكب الأرض.
يذكر أن تعامد الشمس الأول حدث هذا العام 2024 عند حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو الماضي، وسوف تعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة في مايو العام المقبل 2025.