"لا تمدح العود لين يحط فوق الجمر .. ولا تمدح الناس حتى تظهر فعولها" بيت من قصيدة للشاعر حمد البريدي، يؤكد أن التجربة دائماً هي خير برهان في الكثير من التعاملات الحياتية، وبالنظر في هذا البيت والكثير من القصائد التي ذُكر فيها طيب "العود" كالتي تشبه الطيبين من الرجال بـ"العود الأزرق"، نرى أن العود مكون أساسي في الثقافة التقليدية السعودية والخليجية، فلا مجلس يخلو منه ولا ضيافة أو مناسبة تكمُل إلا به.
وجرت العادة أن الناس قبيل الأعياد يلجؤون لشراء أنواع مختلفة من العود، منها ما يكون الخشب، ومنها ما يكون عطور معمول وغيرها، انطلقنا في فجر يوم من أواخر الشهر الفضيل إلى المعيقلية، السوق الشعبي الكبير في الرياض.
إقبال الناس لشراء طيب العود يعود للعادات والتقاليد
والتقينا بماجد المالكي مدير محل حكاية للعطور بالمعيقلية، الذي ذكر لـ"أخبار 24" أن إقبال الناس لشراء طيب العود يعود للعادات والتقاليد، قائلاً إن "العود مرتبط في عروق السعوديين وأصلهم".
ورداً على سؤالنا حول أنواع العود الرائجة، ذكر المالكي أن الماروكي والكلمنتان من الأنواع التي يفضلها الناس، وهناك تنافس قائم بينها شبّهه بالتنافس بين نادي الهلال والنصر.
أما الأكثر مبيعاً من العود؛ فأشار إلى الماروكي، حيث يتمتع بتفاوت أسعار كبير، فمن الممكن أن تشتري كيلو بـ500 ريال، ومن الممكن أن تشتري بـ3000 ريال للكيلو، مشيراً إلى أن الفرق يعود لكمية "الرسين" وهي المادة التي تسقي الخشب، مضيفاً أن الخشب أنواع منها ما يكون صناعياً، ومنها ما يكون محسّناً، وهو ما يكون خشبه غير طبيعي 100%، ومنها ما تكون نسبة التحسين فيه لا تتجاوز 20% وهو ما يسمى بالطبيعي المحسّن، وهو الأفضل في السوق.
وعن الهدايا والتوزيعات في العيد؛ نصح المالكي بشراء "الثمن" من طيب العود الماروكي وهو ما يقدر بـ4 أوقيات ونصف، والتي تزن 125 جراماً وتتراوح أسعاره من 180 إلى 400 ريال.
وحول التفريق بين العود الجيد والرديء؛ ذكر المالكي أنه من الصعب التفريق من أول مرة، مشيراً أن شكل العود ليس دليلاً على جودته والأمر عائد في ذلك إلى المادة المسقّاة له.
وأضاف أن ظاهرة الغش في العود الطبيعي بدأت تنتشر، مشيراً إلى أن بعض التجار والمصنعين يقومون بصبغه بطلاء للتلاعب وغش الناس، وأن الشخص الذي لا يتعامل مع محل موثوق وشخص يعرفه لن يحصل على شيء جيد خاصة هذه الأيام. ونصح المالكي بالاستشارة عند شراء "طيب العود".
وأشار إلى أن أسعار العود وصلت إلى منافسة أسعار السيارات، حيث إنه يمتلك في محله طيب عود حجمه 700 غرام يقدر بـ21 ألف ريال.