قال وزير البيئة والمياه والزراعة، عبدالرحمن الفضلي، إن تعزيز الزراعة المستدامة لتحقيق الأمن الغذائي في الوطن العربي في ظل الظروف الحالية يتطلب التعاون المشترك لمواجهة التحديات، واعتماد نهج موحد بين دول المنطقة يجمع بين 3 مسارات لتحقيق الأمن الغذائي المستدام.
تطوير البنى التحتية واللوجستية والارتقاء بسلاسل إمداد مستدامة
وأكد، خلال كلمته في ورشة العمل التشاورية لوزراء الزراعة العرب المنعقدة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، أن المسار الأول يعمل على تمكين الزيادة المستدامة في الإنتاج الزراعي على أساس الابتكار والميزة النسبية لمختلف دولنا من خلال زيادة تبني التقنيات الزراعية الحديثة والنظم الزراعية ذات الكفاءة، وتحسين خدمات وأنظمة ومؤسسات الدعم الزراعي والتمويل والرقمنة، وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية، وتطوير سبل المعيشة الزراعية الريفية لأصحاب الحيازات الصغيرة.
وأضاف أن المسار الثاني يتضمن تطوير البنى التحتية واللوجستية والارتقاء بسلاسل إمداد مستدامة، وتطوير سياسات وتشريعات للتجارة الحرة والعادلة والشفافة بما يضمن انسياب ونفاذ السلع الغذائية بين دولنا العربية، وتحفيز مشاركة القطاع الخاص، وزيادة الاستثمار الزراعي المسؤول، وتعزيز الاستهلاك المستدام والصحي للأغذية.
ولفت إلى أن المسار الثالث يستهدف تطوير حلولٍ مبتكرة لخفض الهدر والفقد في الأغذية وإدارة وترشيد الطلب وتبني الأنظمة الأغذية الزراعية الدائرية، وبناء احتياطيات غذائية استراتيجية مستدامة استناداً إلى السوق ونظم الإنذار المبكر.
54 مليون شخص في المنطقة يعانون من الجوع بزيادة (55) % منذ 2010م
وأبان أن العالم العربي يواجه تحدياً كبيراً في تحقيق الأمن الغذائي؛ حيث يشير أحدث تقرير للأمم المتحدة إلى أن ما يقدر بنحو (54) مليون شخص في المنطقة يعانون من الجوع، بزيادة (55) % منذ 2010م، وأيضاً أكثر من نصف السكان في المنطقة لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائي صحي؛ مما يجعل ضرورة التحول في النظم الزراعية الغذائية في المنطقة أمراً ملحاً للحد من سوء التغذية والجوع.
وأشار إلى أن العالم العربي يمتلك رغم التحديات العديدة موارد وإمكانيات وميزات نسبية تجعلهم ينظرون للمستقبل بتفاؤل، منوهاً بضرورة التكاتف والتنسيق المشترك؛ لتحديد المسارات والحلول المستدامة؛ لتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة.
ودعا إلى العمل في إطار موحد ومشترك لتطوير الزراعة المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي العربي، وبناء نظم غذائية مرنة وآمنة نحو مستقبل أكثر استدامة لشعوبنا العربية وأجيالنا القادمة.