خلال السنوات القليلة الفائتة؛ بات ما يعرف بـ"مواقع التواصل الاجتماعي"، جزءا لا يتجزأ من حياة الناس، وارتبطوا بها وتحولت إلى مصدر للمعلومة، والتسلية، والتواصل في آنٍ واحد.
وقد فرض انتشار تلك الوسائل في حياة العامة، بعضاً من الشخصيات، ممن يُسمون في الأوساط بـ"المشاهير"، أو "المؤثرين"، وبزغ نجم الكثير منهم، وتحولوا إلى أشبه بمسوقي بضائع، نظير اندفاع الشركات الكبرى للإعلان لديهم.
التأكد من أن السلعة التي أعلن عنها تستحق الشراء
وأسهم الإيمان بأفكار أولئك، بتتبعهم من قبل آلاف إن لم يكُن عشرات آلاف البشر، وتحولوا بشكلٍ أو بآخر إلى تابعين، يسيرون بالقوافل وراء "المؤثرين"، إلى أن تحولوا إلى سبب انتعاشهم من الناحية المالية والسوقية.
إذ إن كثيراً منهم، ما إن يضع إعلاناً تسويقياً عن سلعةٍ ما، إلا وانطلقت الحشود وراء ذلك الإعلان، المرتبط بتوصيات ذلك "المؤثر" أياً كان، ذكراً أو أنثى؛ وهي – أي التوصيات – في غالبها مجرد ضحك على الذقون، من باب أنه قد قبض ثمن ما يمكن أن يقوله.
والبعض الآخر من أولئك، مصابٌ بالغرور، أو بـ"جنون العظمة"، إذ إنه مملوء بالثقة، من أن إعلانه سيكون مؤثراً دون أدنى شك، حتى وإن كان "المُعلن عنه" سلعةً لا تلقى رواجاً أو قبولاً في الأوساط.
وعلى هذا الأساس، يعتقد الأخصائي في علم النفس الإكلينيكي عبد الله آل دربا، أن هناك ضرورة لوضع الأمور في نصابها، إذ إن بعض الأشخاص لديهم ارتباط عاطفي بذلك "المؤثر"، وهذا ما يجعله يرى كل تفاصيل حياته بدقة، من باب الفضول والمتابعة الدقيقة المرتبطة بالإعجاب، ما يخلق حالةً من الثقة المطلقة بذلك الشخص.
ويسهب آل دربا بالشرح، ويقول: "نحن كمختصين نفسيين، نحذر من اتباع أي منتج، إلا بعد الفحص الدقيق والتأكد من أن السلعة التي أعلن عنها ذلك المؤثر تستحق الشراء".
ولأم عبدالرحمن - وهي موظفة - تجربتها الخاصة، إذ تؤكد أنها قامت بطلب إحدى السلع الخاصة بها، بعد أن اتخذت قرار الشراء بناء على نصيحة أحد "المشاهير من الإناث"، إلا أنها عاشت نوعاً من الصدمة، أو كما تقول: "توقعت شيئا، ورأيت شيئا آخر. كان ذلك درساً تعلمت منه. ولن أكرر مثل هذه التجربة".
أما سميرة سيف الدين، فترى أن الإعلانات الخاصة ببعض المنتجات لا تشكل لها إغراء أو تجذبها للشراء، وبحسب ما تقول: "أصبحت جمل المعلنين ممجوجة، ومعروفة، ولم تعد تؤتي أُكلها من حيث جذب العامة لها. أعتقد أن الناس أصبحوا أكثر وعيا من السابق".