فعاليات فنية وثقافية وترفيهية، عاشها زوار مهرجان بريدة للتمور، إذ قدمت فعالية "حائط النخيل" 18 فقرة تعنى بطبقات المجتمع، مثل الأمسيات الشعرية، والفرق الشعبية وحرفة بناء بيوت الطين، وأهازيج الفلاحة القديمة، وتجسيد حياة السوق في الماضي ومجلس القهوة السعودية، وجناح عام الشعر العربي.
المهرجان شهد حضور كبار السن بكثافة لافتة
وفي أثناء تجولك داخل فعالية "حائط النخيل" ستلحظ كبار السن بكثافة لافتة، فضلاً عن المزيج بينهم وبين الأطفال الذين حضروا لمشاهدة حياة الماضي، وسبل الاعتناء بالنخيل في وقت من الأوقات.
"علاقتي بالنخلة علاقة حب".. "النخلة كريمة".. بهذه الكلمات يوجز رجل يبدو أنه في متوسط عقده السابع علاقته التي امتدت لعقود بشجرة الحياة كما يحلو عند العرب تسميتها، ولا غرو إن تغنى بها وتولع عشقاً بنخلته، فأشجار النخيل ذات الظلال الوارفة كانت تمد العرب لآلاف السنين بغذائهم الرئيس "التمر"، كما حظيت برمزية لافتة في قصائد الشعراء.
وعلى مقربة من فعالية "لبنة طينة" التي تستدني للزائرين مشاهد قديمة لحرفة البناء في السابق، بمهرجان بريدة للتمور وقف محمد العقيل، مزارع وخراف للنخيل، يستدني تلك المشاهد، متأملاً أسلوب بناء وتشييد تلك المنازل. لم يلبث طويلاً ليمضي بعدئذ باتجاه "حائط النخيل" في الفعالية ذاتها.
تشذيب الجريد وتنظيم النخل في إطار عملية ما يسمى "خرافة النخيل"
حينها، ذهب إلى حيث يكون. اعتلى النخلة بجسده النحيل. لكي يقوم بخطوات عمله عليه أن يصعد أولاً. إذ يبدأ تشذيب الجريد وتنظيم النخل من الجريد والليف، في إطار عملية ما يسمى "خرافة النخيل" معتمداً على أدواته اليدوية القديمة.
يقول محمد العقيل، وهو مزارع "إن علاقتي بالنخيل علاقة حب.. وحقاً النخلة كريمة بثمارها وما تجود به.. بدأت تلك العلاقة حينما كنت أذهب مع والدي إلى مزرعتنا فتعزز حب النخيل لدي، إذ أصبحت أعتني بها كل صباح.. تعطيك النخلة كل شيء".
ويبدو أن تلك المهنة التي تعتمد في أساسها على "جني محصول الرطب" في الغالب بقراءة تاريخية عمل متوارث يبدأ مع طلوع شمس كل يوم في موسم الخراف، إذ يهم المزارعون بالصعود إلى نخيلهم، مصطحبين "المخرف"، ليستأنفوا الاعتناء بالنخيل، وقطف ثمارها .
ولطالما تغنى العرب في أشعارهم بالنخيل كثيراً، حتى إنهم اعتبروه أمير الحقول وطعام الغني والفقير، وفي المقابل لا يكاد يخلو منزل في السعودية من توافر محصول التمر الذي يعد غذاءً أساسياً ورمزاً للأصالة والكرم.