قبل 47 عاماً، أقلعت هند عبدالمنعم لبيب، من مطار طريف؛ إلى عمّان، ثم القاهرة، وعودةً إلى عمّان؛ وصولاً إلى محطتها الأخيرة، طريق بأقصى شمال المملكة.
وبعد أربعة عقودٍ ونيّف، خرجت صورة للتذكرة، التي ذُيل أسفلها بخط اليد "الطفلة هند عبدالمنعم لبيب"، وأثارت تساؤلاً، حول مصير تلك الطفلة، التي كانت في 13 يوليو من عام 76.
سعر التذكرة الصادرة عن "وزارة المعارف آنذاك" "319 ريالاً"
وبلغ سعر التذكرة الصادرة عن "وزارة المعارف آنذاك" "319 ريالاً"، وذلك على نمط التذاكر القديمة للخطوط الجوية العربية السعودية، التي كانت أشبه بـ"كُتيب" صغير الحجم.
وقد شهد العالم العربي، منذ تلك الحقبة التاريخية حتى اليوم، أحداثاً غيرت وجهه، ليتبادر السؤال عن الطفلة المدون اسمها في تلك التذكرة، التي نشرت صورتها وكالة الأنباء السعودية.
وتأتي هذه القصة، مجالاً لاستذكار مطار طريف القديم بمنطقة الحدود الشمالية، الذي يُعدُ أحد أهم الشواهد الزمنية على حقبة تاريخية قبل نحو 70 عاماً، حيث كان يستقبل جميع أنواع الطائرات؛ وتنطلق منه رحلات دولية إلى "الأردن، وبيروت، ومصر"؛ ولا تزال آثاره باقية حتى اليوم.
تم إنشاء المطار عام 1952 من قبل شركة "التابلاين" التي كانت تمد أنابيب النفط
وتم إنشاء المطار الواقع شرق المحافظة عام 1952 من قبل شركة "التابلاين" التي كانت تمد أنابيب النفط من المنطقة الشرقية بالمملكة إلى مدينة صيدا اللبنانية.
ويقع المطار القديم غرب طريف، ثم تم نقله إلى موقعه الحالي، فيما بقي الموقع القديم يحتفظ بخزان وقود الطائرات الدولية والمحلية، والمدرج وغرف الجوازات والتفتيش الجمركي، وصالة انتظار المسافرين، وكبار الزوار، ليبقى شاهداً على تلك الحقبة الزمنية.
وأوضح مدير المطار السابق جمال الخناني، أن الرحلات المتجهة إلى مطار طريف في بداية إنشائه كانت 3 رحلات أسبوعياً، وخط سيرها جدة والمدينة والوجه وتبوك وطريف ثم تعود في اليوم التالي بنفس خط السير.
الملك سعود حط في المطار عام 1954م
وأضاف أن الرحلات ارتفعت لاحقاً إلى أكثر من 14 رحلة خلال الأسبوع، منها رحلات دولية إلى الأردن ورحلات إلى بيروت ورحلة إلى مصر ورحلات داخلية إلى تبوك والوجه والرياض، وجدة، والمدينة، والقصيم.
وبيّن أن من أنواع الطائرات التي كانت تهبط في المطار طائرات الداكوتا التي تتسع لــ24 راكباً وترتفع إلى 10 آلاف قدم، وخدمت ما بين 24 إلى 30 عاماً، كذلك البروستل التي تتسع لــ29 راكباً وترتفع إلى 9 آلاف قدم، وطائرة سكاي ماستر، والكونفير، وطائرة dc 6 التي تتسع لــ49 راكباً، وطائرات البوينج.
وأشار إلى أن الملك سعود حط في المطار عام 1954م خلال إحدى زياراته للمنطقة أثناء توليه مهام الحكم، ووقف خلالها على أحوال المواطنين واحتياجاتهم.