حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، من "عالم المخدرات"، الذي وصفه بـ"المظلم"، والداخل فيه مفقود، والخارج منه مولود، باعتبار أن هذه الآفة، جماع الشر، ومجمع الضر، ومستودع المفاسد، وملتقى المصائب.
وعدّ "بن حميد" خلال خطبة الجمعة بالمسجد الحرام، المخدرات، "آفة العصر، ومصيبة الدهر، وقاصمة الظهر"، وتذهب بالعقول، وتهلك النفوس، وأصلٌ لكل بلية، وأساس كل رذيلة.
وأكد أن المبتلى بهذه "القاذورات"، لا يملك تفكيراً سوياً ولا قدرة على حسن الاختيار، فهو ألعوبة بيد تجار الموت، الذين يجنون الأموال الملوثة والملونة بدماء الضحايا.
وقال: "هذا المبتلى يخسر نفسه ودراسته، ووظيفته، وماله، وسمعته، وصحته، وأهله، يعيش حياة الانعزال، والإهمال، والكسل، والقلق، والاضطراب، فحياته خمول، وعدوانية، واكتئاب، وخوف".
وشدد بن حميد على أن الإسهام في العلاج والتوعية مسؤولية الجميع، فالجهات المختصة لها دورها ومسؤوليتها، والجميع عليهم مسؤولياتهم في المتابعة والتبليغ والعلاج.
بلادنا تقود حرباً ضروساً واسعة ضد هذه الآفة
ومضى يقول: "بلادنا تقود حرباً ضروساً واسعة ضد هذه الآفة على جميع الجهات الأمنية، والاجتماعية، والصحية، مستهدفة إشراك عناصر المجتمع كافة تعمل بجد وحرص، وتتخذ الإجراءات الوقائية والتربوية، والتوعوية بمخاطر هذه الآفةالفتاكة، كما تقوم بتوفير الدعم النفسي، والاجتماعي للمبتليين وأسرهم، كما أن قدرات رجال أمننا وأجهزة مكافحة المخدرات الفذة وجهودهم الجبارة مع زملائهم في الجهات المختصة الأخرى في مكافحة هذه الآفة تسجل إنجازات، وتسطر بطولات، بإفشال طرق المهربين والمروجين بكل أنواعها وأشكالها".
وأشار إلى الأرقام التي اعتبرها "مبهرة" لهذه الأجهزة المباركة بقياداتها وأفرادها في مختلف مناطق بلادنا مترامية الأطراف، ومفتوحة الحدود براً، وبحراً وجواً، مؤكداً أن مكافحة المخدرات قضية المجتمع كله، فهي حرب تطهير شعبية، فلا بد من التعاون التام مع الدولة في كل أجهزتها، على هذا العدو.