لم يكن 26 رمضان يومًا مُوثِقًا للذكرى السابعة لبيعة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان فحسب، ولكن بمثابة انطلاقة جديدة للمملكة، بروح تتسم بالواقعية والسعي نحو التقدم واستغلال الطاقات والقدرات الوطنية؛ وصولًا إلى مستهدفات رؤية 2030، التي وضعها ولي العهد لتكون بمثابة خارطة طريق كاملة تقود المملكة إلى مصاف أكثر بلدان العالم تقدمًا.
الأمير محمد بن سلمان على قناعة تامة بأن قدرات المواطن السعودي لا حدود لها
وبدا الأمير محمد بن سلمان على قناعة تامة بأن قدرات المواطن السعودي لا حدود لها، ويمكنها من خلال صقلها وتنميتها بأحدث الأساليب العلمية والمعرفة التقنية، أن تصل إلى الريادة العالمية؛ إذ ظهرت هذه القناعة جلية خلال مؤتمر مبادرة الاستثمار بنسختها لعام 2018، وتحديدًا حينما تحدث ولي العهد عن قدرات المواطنين قائلًا "همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض".
وحملت هذه العبارات العديد من الدلالات الواضحة، فبخلاف ثقته التامة بقدرات السعوديين، أظهر إقران همتهم بجبل طويق ارتباطًا وثيقًا بالثقافة السعودية وتراثها ومعالمها الجغرافية، والاعتزاز بمكوناتها الطبيعية، ليحمل الحديث عن "طويق" دلالة رئيسية تشير إلى همة سعودية في القدرات البشرية، لا تنفصل عن تراثها وثقافتها المتأصلة.
ولم تحتج رؤية ولي العهد سوى لبضع سنوات قليلة، حتى تؤتي ثمارها على مستويات عدة، كان أبرزها تحقيق الأنشطة غير النفطية بالمملكة نمواً بنسبة 4.4% خلال عام 2023، وكذلك ارتقاع الأنشطة الحكومية بنسبة 2.1% بالعام ذاته، حسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء.
ودعمت المؤشرات الإيجابية للاقتصاد السعودي خلال السنوات الماضية، توجهات واضحة من الحكومة، تحت قيادة ولي العهد، نحو مكافحة الفساد وبشتى صوره وأشكاله؛ إذ يؤمن الأمير محمد بن سلمان أن مكافحة الدولة للفساد واجتثاث جذوره، مهمة وطنية جليلة تستلزم التكاتف للحفاظ على المال العام، وحماية المكتسبات الوطنية، ومنع التكسب غير المشروع.
الدولة ماضية بمكافحة الفساد والقضاء عليه، والإعلان عنها بعدل وشفافية
وأكد ولي العهد أن الدولة ماضية بمكافحة الفساد والقضاء عليه، والإعلان عن قضايا الفساد بعدل وشفافية، والتعاون الدولي الوثيق، ضمن مبادرة الرياض العالمية، والاتفاقية العربية واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، لدرء مخاطره وآثاره المدمرة، بما يخدم المصالح المشتركة ويحد من الملاذات الآمنة للفاسدين.
وإجمالًا، ارتكزت خطط ولي العهد بشكل رئيسي على تنظيمات وقوانين تهدف لإحداث إصلاحات هيكلية، تحقق في النهاية أهدافاً مرسومة برؤية مستقبلية عميقة؛ اعتمادًا على دفع عجلة التنمية، وشحذ همم المواطنين لاستغلال طاقتهم وقدراتهم الكبيرة.