تحتضن العاصمة الرياض في نوفمبر المقبل، مؤتمراً دولياً بمناسبة مرور 30 عاماً على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، وذلك تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتنظيم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
يتضمن المؤتمر عقد جلسات إنسانية وعلمية
ويشهد المؤتمر، الذي يقام يومي 24 و 25 نوفمبر المقبل، حضور مجموعة من التوائم برفقة ذويهم من عدة دول، والذين سبق أن أجريت لهم عمليات فصل، كما تشارك به وزارات (الحرس الوطني، والدفاع، والخارجية، والصحة، والتعليم، والإعلام)، وعدد من الجهات المهتمة والعاملة في المجال الطبي والإنساني من منظمات وهيئات دولية إنسانية وصحية وجمعيات ومؤسسات ومختصين وباحثين من مختلف دول العالم.
ويتضمن المؤتمر عقد جلسات إنسانية وعلمية، وإقامة معرض وفعاليات مصاحبة تُبرز الريادة الدولية للمملكة في المجال الإنساني، والتفوق الطبي وبالأخص التميز عبر البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة.
ويأتي ذلك تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030، الرامية إلى تطوير القطاع الصحي والإنساني بالمملكة ورفع جودته وكفاءته.
اعتنى البرنامج بـ 135 توأما سياميا من 25 دولة
واستطاع البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة خلال مسيرته أن يعتني بـ 135 توأما سياميا من 25 دولة من الدول الشقيقة والصديقة.
وبدأت المسيرة الحقيقية لعمليات فصل التوائم منذ عملية التوأم السوداني (سماح وهبة) في عام 1992م، والتي تكللت بالنجاح، وما زالت الفتاتان تعيشان في المملكة واستكملتا دراستهما في الجامعة، والآن أنهيتا مرحلة الماجستير.
وحققت المملكة انفراداً عالمياً في تخصص فصل التوائم على مدى أكثر من 30 عاما، بإجرائها 60 عملية، كان آخرها فصل التوأم السيامي النيجيري "حسنة وحسينة"، في فبراير الماضي، حيث أجريت العملية على 9 مراحل واستغرقت حوالي 14 ساعة.
وتعكس تلك العمليات، دور المملكة الريادي في العمل الإنساني بشكل عام والطبي بشكل خاص، والإنجاز الطبي الذي يترجم الشعور الإنساني النبيل للقيادة الحكيمة وحرصها على تقديم الخير للإنسان أينما كان، كما يعكس التفوق الطبي السعودي الذي يأتي انسجاماً مع أهداف رؤية السعودية 2030 لتطوير القطاع الصحي بالمملكة، ورفع جودته وكفاءته.
وتزخر المملكة بكفاءات طبية وطنية عالية المستوى، وتجهيزات وأجهزة حديثة، وفق آخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال الجراحي الدقيق، ويمتلك البرنامج فريقاً أول وثانياً وصفاً ثالثاً، علاوة على تقديم نخبة من الأطباء السعوديين محاضرات علمية، ونشر بحوث متعلقة بفصل التوائم في عديد من الدول.
ووفقا للدكتور عبدالله الربيعة فإن الرؤى والأهداف، لم تقف عند التدخلات الطبية فحسب، بل توسعت من خلال إنشاء برنامج وطني شامل "إنسانياً - علمياً"، متخصص في فصل التوائم المتلاصقة، وليس مجرد عملية جراحية؛ ليكون من العلامات الفارقة للمملكة عالمياً، إذ يعد البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية الوحيد من نوعه على مستوى العالم الذي يتكفل بجميع نفقات العملية والعلاج والتأهيل لما بعد العملية.
ولم يقف دور البرنامج عند إجراء عمليات فصل التوائم فقط، بل استمر بالتواصل معهم واللقاء بهم والاطمئنان عليهم بعد سنوات من إجراء العملية، ففي عام 2022 التقى الدكتور عبدالله الربيعة بمقر المركز في الرياض، بالتوأم السيامي العُماني صفا ومروة محمد بن ناصر الجرداني ووالديهما، بعد 15 عامًا من فصلهما، كما التقى خلال زيارته للأردن في ذات العام التوأم السيامي الأردني أمجد ومحمد بعد 12 عاماً من عملية الفصل، وأيضا التقى التوأم السيامي المصري حسن ومحمود، واللذين سبق أن أجريت لهما عملية فصل ناجحة، في عام 2009.