أكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن "خطبة عرفة" تعد مسارًا للإنسانية؛ لما تتضمن من الأسس الواضحة لحفظ الحقوق والأخوة الإنسانية والعدالة، يحتاجها العالم للهداية الأخلاقية؛ وهو ما يفسر زيادة لغات مشروع ترجمة خطبة عرفة إلى 50 لغة.
خطبة عرفة تمثل تبصرة بأسس التعايش والتقارب
وأضاف "السديس"، أن خطبة عرفة تمثل تبصرة بأسس التعايش والتقارب، وإذاعة الوسطية والاعتدال، وإزكاء الحوار والمحبة والإخاء والتعاون بين الإنسانية جمعاء، مشيرًا إلى أن مشروع خادم الحرمين لترجمة خطبة يوم عرفة؛ يعد الأكبر من نوعه في العالم لإيصال رسالة الوسطية والاعتدال للأمة.
وأشار إلى أن الخطبة تستهدف التصدي لكل أنواع الاستغلال المادي والمعنوي، وأشكال الاستعباد للإنسان، والدفع بقوة لتفجير طاقات الفرد والمجتمع في الاتجاه الإيجابي لإعمار الأرض بسلام وأخوة وتعاون وتعايش، وهو منهج رسمه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
وانطلق مشروع ترجمة "خطبة عرفة" بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عام 1439هـ، بخمس لغات، لتصل في زمن قياسي وأقل من عقد من الزمان إلى 50 لغة، تجوب من خلالها رسالة الحرمين الشريفين الدينية العالم حاملة رسالة الإخاء والوسطية والاعتدال.
ويُبرِز مشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة "خطبة عرفة" رسالة المملكة الدينية والإنسانية، وما تتسم به من ريادة وتسامح ونشر للسلام في العالم، لتشهد البشرية بجهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزائرين، وسعيها إلى إشاعة التسامح والاعتدال والسَّلام عالميًا.
وكانت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي قد أعلنت أنها تستهدف الوصول إلى مليار مستمع حول العالم، بـ 20 لغة عالمية؛ وهو أكبر عدد مستهدف لمشروع ترجمة خطبة عرفات منذ تأسيسه، ويعد النقلة الأولى من نوعها في تاريخ الرئاسة المستحدثة، ونموذجًا من إشراقات دعم القيادة الرشيدة لبرامج الرئاسة الدينية؛ ومنها مشروع ترجمة خطبة عرفات الرائد؛ الذي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين.