أوضح المهندس رشاد الحريري، أخصائي حماية بيئة بالمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، أن غاز الفريون له خصائص كيميائية تتسبب بضرر لطبقة الأوزون وتساهم بالاحتباس الحراري، مؤكداً أن لدى المملكة خططاً في إطار اتفاقيات دولية للتخلص من الفريون واستبداله بغازات صديقة للبيئة لا تسبب أضراراً بطبقة الأوزون.
التخلص من غاز HCFC-22 واستبداله بغازات أخرى كغاز HFC134
وأكد المهندس الحريري، في تصريح لـ"أخبار24" على هامش ورشة عمل عقدها المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي بالرياض الخميس الماضي، أن المملكة عملت منذ التسعينيات للتخلص من غاز الفريون، والتحول إلى غازات أخرى تضمن نفس الجودة والفعالية، من خلال التخلص من غاز HCFC-22 واستبداله بغازات أخرى كغاز HFC134.
وأشار إلى أن اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون، وهي إحدى الاتفاقيات الملزمة والتي تضم جميع دول العالم، تستهدف حماية طبقة الأوزون، واستحدثت في عام 1987م عندما اكتُشف ضرر بطبقة الأوزون وتبين ضعف دورها الجوهري في حماية الأرض، وتهدف الاتفاقية إلى خفض استخدام المواد المستهلكة لطبقة الأوزون، وهي مواد كيميائية من صنع الإنسان استخدمت في التبريد والتكييف ومواد إطفاء الحريق، ومواد العزل الحراري، وغيرها، كما تحث الاتفاقية الدول على خفض استهلاك هذه المواد ودعم التحول نحو مواد أخرى صديقة للبيئة.
تجدر الإشارة إلى أن غاز الفريون هو الاسم التجاري لمركبات الكلوروفلوروكربون، (CFC)، وهي عبارة عن مركبات كيميائيّة عضويّة، تحتوي على نسب مختلفة من ذرّات الكلور، والكربون، والفلور في تركيبها، اختُرعت في بداية القرن العشرين، ويعتبر (CFC)، و(CFC-12) من أهم هذه المركبات، وتُستخدم بشكل أساسي في صناعة البلاستيك الرغوي، وكمادة تبريد في أجهزة التبريد والثلاجات.
ولغاز الفريون آثار مدمّرة لطبقة الأوزون في حال إطلاقه في الهواء، فيبدأ بالتصاعد إلى طبقات الجو العليا المحيطة بالكرة الأرضيّة، بعد انطلاقه من مكيّفات المنازل، وأجهزة التبريد في وسائل النقل وغيرها، ممّا يؤدّي إلى اختراقه طبقة التربوسفير أولاً، وهي الطبقة الأقرب إلى الأرض، ثمّ طبقة الستراتوسفير، التي تضم طبقة الأوزون، وهي (الطبقة المسؤولة عن امتصاص الأشعة فوق البنفسجيّة الضارّة، ومنع وصولها إلى الأرض).
ومع ارتفاع درجة الحرارة، يبدأ غاز الفريون بالتفكك إلى كلور وفلور، ثمّ تبدأ ذرّات الكلور والفلور بتحويل طبقة الأوزون إلى أكسجين، وبالتالي تآكل طبقة الأوزون وتدميرها، ومرور كميات كبيرة من أشعة الشمس الضارّة إلى الأرض، ممّا يؤدّي إلى انتشار الأمراض الجلديّة المختلفة، ومن أبرزها سرطان الجلد، وحدوث أمراض في العين، واضطرابات في الحمض النووي المسؤول عن انقسام الخلايا، وزيادة درجة حرارة الأرض، وحدوث اضطرابات في المناخ، وغيرها العديد من الأضرار الصحّية والبيئيّة.