close menu

دول تحاسب المتورطين بوفاة حُجّاجها

إجراءات صارمة شملت سحب التراخيص واتهامات بالاتجار بالبشر

اتخذت عدة دول إجراءات صارمة لمحاسبة المتورطين في تسفير الحجاج بتأشيرات زيارة أو سياحة دون الحصول على تصاريح حج، ما أدى إلى وفيات بين صفوف الحجاج المخالفين نظرا لسيرهم مسافات طويلة وسط ارتفاع درجات الحرارة.

 مصر سحبت تراخيص 16 شركة سياحة

وشهد موسم الحج هذا العام قدوم نحو 1.8 مليون حاج، من أكثر من 200 دولة منهم 221.8 ألف من داخل المملكة، فيما بلغ عدد الوفيات 1301 حاج معظمهم لا يحملون تصاريح، ومن جهتها ذكرت وكالة فرانس برس أن عدد الحجاج المصريين المتوفين بلغ 658، منهم 630 غير مسجلين.

وفي مصر اعتمد مجلس الوزراء سحب تراخيص 16 شركة سياحة قامت بالتحايل وتسفير الحجاج بصورة غير نظامية، ولم تقدم أي خدمات للحجاج، وإحالة المسؤولين إلى النيابة العامة، مع تغريم هذه الشركات لصالح أسر الحجاج الذين تسببوا في وفاتهم.

فيما أوضح وزير الخارجية سامح شكري، أن الحجاج الذين فقدوا أرواحهم، معظمهم غير نظاميين حيث لم توفر لهم شركات السياحة التي قامت بتسفيرهم أي خدمات.

 الأردن أدان 28 متهما بالاتجار بالبشر 

من جانبه أدان الأردن 28 متهما بجناية الاتجار بالبشر في قضية سفر أردنيين لأداء مناسك الحج خارج البعثة الرسمية، نتج عنها وفاة 99 شخصًا، كما قررت النيابة العامة الأردنية توقيف 19 شخصًا من بينهم سيدة ومنع 10 أشخاص من السَّفر على ذمة التحقيق، كما أصدرت قرارها بالحجز على المتحصلات الجرمية التي كانت ثمرة للحج بهذه الطريقة.

وكشفت التحقيقات قيام بعض الأشـخاص من مالكي شركات خاصة وشركات حج وعمرة بنقل وإيواء مواطنين أردنيين لزيارة مكة المكرمة خلال موسم الحج دون وجود تصاريح لأداء مناسك الحج وخارج إطار البعثة الرسمية وبتصاريح زيارة لا تخولهم الحج وذلك مقابل مبالغ مالية تقاضوها عن كل شخص قاموا بإرساله للحج بهذه الطريقة.

وفي تونس أقال الرئيس قيس سعيّد، وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي، على خلفية وفاة 60 حاجا خلال أداء فريضة الحج، فيما أكدت وزارة الخارجية التونسية أن الوفيات جاءت تزامنا مع ارتفاع حاد لدرجات الحرارة في مكة، وتواجد أعداد كبيرة من الحجاج القادمين بتأشيرات سياحية أو زيارة أو عمرة من مختلف الجنسيات، الذين يتنقلون إلى المشاعر المقدسة لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، فيما أقر وزير الشؤون الدينية بإمكانية وجود تقصير في الإحاطة بالحجيج.

من جانبه ثمن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب، هذه الإجراءات المتخذة من الدول الشقيقة، مشيرا إلى أن شركات سياحية في بعض الدول غررت بحاملي تأشيرات الزيارة وشجعتهم على مخالفة الأنظمة في الحج.

وبيّن أن عدد الوفيات بلغ قرابة 1079 ممن لا يحملون تصريح الحج، وهو ما يعادل 83% من إجمالي الوفيات خلال موسم الحج، والبالغ عددهم 1301، سائلا الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة، وأن يجبر مصاب أسرهم.

 الفريق البسامي: كل شخص قادم بتأشيرة زيارة وقّع تعهدا بعدم أحقيته للحج

وأوضح أن هناك شركات سياحية في عددٍ من الدول أسهمت في التغرير بحاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها، وقامت بمنحهم تأشيرات غير مخصصة للحج، وشجعتهم على مخالفة الأنظمة والتحايل عليها، والبقاء في العاصمة المقدسة قبل موسم الحج بشهرين، غير آبهين بسلامتهم وبالظروف التي من الممكن أن يواجهوها نتيجة اعتمادهم أساليب التنقل البدائية في المناطق الوعرة وسط الأجواء اللاهبة التي تُعد أعلى درجة حرارة تُسجّل منذ نحو 10 سنوات.

وأكد أن تصريح الحج ليس مجرد بطاقة عبور للمنافذ أو نقاط الفرز، وإنما وسيلة وأداة مهمة تسهل الوصول للحجاج والتعرف على أماكنهم؛ وعدم وجود التصريح كان تحديًا أمام الوصول للمخالفين، وعائقًا لتقديم الخدمة لهم أو رعايتهم.

وكان مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي قد أكد في وقت سابق لبداية موسم الحج أن كل شخص قادم بتأشيرة زيارة أو سياحة وقّع على تعهد إلكتروني أن هذه التأشيرة لا تخوله أداء مناسك الحج، مشيرا إلى وجود جنسية محددة توظف تأشيرة السياحة لمحاولة الحج بطريقة غير نظامية.

وسبق أن حذرت وزارة الحج والعمرة، من شركات الحج الوهمية التي تعلن عن خدماتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدد من الدول، مؤكدةً أن أداء النُسك لا يكون إلا بتأشيرة حج، وأن القدوم لأداء فريضة الحج لا يكون إلا من خلال الحصول على تأشيرة حج صادرة من الجهات المعنية في المملكة وبالتنسيق مع الدول عَبْر مكاتب شؤون الحج فيها، أو عَبْر منصة "نسك حج" للدول التي ليس لديها مكاتب رسمية خاصة بالحج.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات