لا يمكن لأي من زوار منطقة الرياض القادمين من الخارج أو حتى من الداخل، مغادرة المنطقة دون المرور بعدد من المواقع، لا سيما التاريخية منها، خصوصاً تلك المحاذية لقصر المصمك، وقصر الحكم، وهي ما تعرف بالدارجة بـ"الديرة".
ومن أبرز تلك المواقع، يبرز ما يُعرف بـ"سوق الزل"، الذي يعتبر موقعاً خاصاً بطابعه التاريخي، وشخوصه، وحتى ما يمكن أن يُباع به. ومن ضمن الأشياء المرتبطة بذلك السوق، هو عبد الله أشيقر المعروف بـ"شلقم"، وهو الذي يعد أيقونةً تواجدت في ذاك الموقع منذ سنوات.
"الدلالة" مهنه تُعرف بـ"التحريج" ويعمل صاحبها على فتح المزاد للبضائع المعروضة
والتقت "أخبار 24" شلقم، الذي يمتهن "الدلالة"، وهي مهنه تُعرف بـ"التحريج"، ويعمل صاحبها على فتح المزاد على البضائع المعروضة، بطريقة أقرب للبدائية، لكنها ذات إقبال، على الأقل من ناحية الأسلوب الذي يتبعه الرجل خلال فتح المزاد، والذي يشوبه كثير من الفكاهة والمواقف العفوية.
يقول شلقم: "لا يمكن أن يمر أسبوع دون أن أقوم بهذا العمل. أتصور لو توقفت سأحلم به في منامي. هذه المهنة تسير في دمي. لقد اعتدت عليها منذ سنين وتحولت إلى مصدر دخلي".
ويعدد أشيقر بعضاً من الصفات التي يُفترض أن يتصف بها "الدلال"، أو "المحرّج"، ويروي: "يجب أن يكون صادقاً أميناً في البيع. إنها مهنة شرف لمن يبحث عن قوت يومه، كونها تقود المرء لأن يستشعر مفهوم جلب الرزق من عرق الجبين. هي مهنة مثلها مثل غيرها، إنما تعتمد على اللسان والحضور الشخصي. سأقوم بتدريب أولادي عليها وذلك من حبي لها".
وفي غالب الأحيان، يجد زوار "سوق الزل" بقلب العاصمة الرياض، مساحةً للمتعة، مقابل النظر لعمل شلقم، التي تعتبر نادرةً إلى حدٍّ كبير.
وتشهد المنطقة كثافةً في الزوار، لا سيما من فئة المقيمين، في أيام الإجازة الأسبوعية، وذلك لعدة أسباب، من بينها أن المنطقة تزخر بعدد من المواقع التاريخية السعودية، التي يحرص الجميع على زيارتها، للاطلاع على التاريخ السعودي.