أطلقت وزارة الثقافة، (الخميس) مهرجان "طَرْفَة بن العبد" في مدينة الأحساء؛ لتمنح الزوّار تجربةً فريدةً من نوعها يعيشون خلالها فعالياتٍ مستوحاةً من حياة الشاعر في عصره؛ لتُعرّفهم بحياته، وشخصيته، وسيرته الشعرية، وأعماله التي خلدتها ذاكرة الشعر العربي.
يقدم المهرجان حزمة من الأنشطة والفعاليات
ويقدم المهرجان الذي سيستمر حتى 24 نوفمبر الجاري، حزمةً من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تقع في مناطقٍ متنوعة، ومنها منطقة الطفل، التي تُركّز على مزج عنصــر التسلية بالتعليــم، وتعزيز المهارات الفنية الحسيّة للأطفال، ونقل الفنون التقليدية لهم بطريقةٍ مبسطة، فضلاً عن تقديم عددٍ من التجارب التعليمية، وتشمل هذه المنطقة ركن الراوي، وجدارية التلوين؛ ليستلهم فيه الصغار رسوماتهم من عالم الشاعر، وكذلك الخط العربي، ورسم بيئة الشاعر، وركن التصوير، ومسرح خيال الظل، ولعبة المفايل، وركن الرمال، تقديم ورشة في إلقاء الشعر؛ لتعليم الأطفال على أساسيات إلقاء القصائد، وطلاقتهم اللغوية أمام الجمهور.
ويستضيف مسرح الشاعر 4 ندواتٍ علميةٍ مرتبطةٍ بموضوعاتٍ حول حياة الشاعر، و5 أمسياتٍ شعريةٍ يُشارك فيها نخبة من شعراء المنطقة الشرقية؛ لإيصال مضامين الشعر العربي القديم إلى الجمهور، وتحديداً قصائد طَرْفَة بن العبد، كما تقام مسرحية تتناول في محاورها شيئاً من سيرة الشاعر وشعره، وتُراعي الجو العام لطبيعة الحياة في عصر ما قبل الإسلام.
كما يوجد في المهرجان منطقة "عوالم الشاعر" معرض مخصص للشاعر، وفيه مجسّم طرفة بن العبد، وشجرة عائلة الشاعر، ورسمة وجغرافية الشاعر، كما يتعرّف على أغرب الألفاظ في شعر طرفة بطريقة تفاعلية، كما توجد منطقة السوق التي تتضمن الحِرف اليدوية التي تضم مشغولاتٍ يدويةً، وصناعاتٍ، ومِهَناً متنوعة، وأعمالاً شعبية، فضلا عن فعاليات متنوعة في جانبين؛ أولهما يشتمل على حِرف البناء، والطين، وصناعة البشوت، وتشكيل الأحجار الكريمة، وصناعة الخشبيات، وركن الواقع الافتراضي الذي يُعرض فيه مناطق من بيئة الشاعر، وبعده يجد ركن الرسم بالرمل الذي يرسم فيه أحد الفنانين بالرمل بطريقةٍ إبداعيةٍ مستوحاة من الأبيات الشعرية من قصائد الشاعر.
تقدم فرق موسيقية عروضاً حيّة في المهرجان
وفي منطقة "المشاهد الأدائية" تُقدم مجموعةٌ من الفرق الموسيقية السعودية عروضاً حيّة، متضمنةً عزفاً وغناءً لبعض أشعار طَرَفَة بن العبد، أما منطقة ورش العمل فستقدم باقة منوعة من ورش العمل، منها ورشة "الشاعر في عيون الفنانين" التي يُشارك فيها الزوّار بقصائد الشاعر، وأخرى بعنوان: "أقسام البيت الشعري"، إضافةً إلى ورشة الرسم على الجلد التي تهدف إلى تدريب الزوّار على استخدام الجلد الصناعي كمادةٍ أساسيةٍ للرسمة، وغيرها من الأنشطة التفاعلية مثل غرفة الهروب، كما يتيح المهرجان لزواره التعرف على المطبخ التقليدي المرتبط بتراث المنطقة الشرقية والأحساء في منطقة مخصصة لتذوق المأكولات المحلية.
يذكر أن الشاعر طَرْفَة بن العبد واحد من أكثر الشعراء مهارة في العصور القديمة التي تسبق العصر الإسلامي، ويُدعى عمرو بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبعة البكري، ويتميّز منذ نعومة أظفاره بحدة الذكاء ونقاء الفكر، وتأثره بحالة اليتم والظلم الذي تعرض له على يد أعمامه الذين حرموه من نصيبه من ميراث أبيه، وهذا الظلم دفعه نحو الانخراط في حياة الإهمال والتشرد والتمرد، ويأتي هذا المهرجان المرتبط به في إطار برامج وأنشطة مبادرة "عام الشعر العربي 2023"، التي تسعى إلى تعزيز مكانة الشعر العربي في عقول الأفراد، وترسيخه في ثقافتهم.