مع تطور التكنولوجيا، والحياة التقنية، بات للأسرة أكثر من منزل، وفي أحيان، لكل فرد منها كيانه المستقل، بعيداً عنها، فهناك من يمكن أن يعيش عزلةً في منزل أسرته، لكنه بطقوسه الخاصة، يبتعد عن هذا الكيان، الذي يمنحه فرصته في العيش كيفما يشاء.
ومع مرور الوقت، أصبح "قروب العائلة" في تطبيق "واتساب" هو النقطة الجامعة لها، بعد أن كانت الاجتماعات في الغالب ما تكون في أوقات محددة، ومعينة، وغالباً على موائد الطعام، أو ما يعرف في السعودية بـ"قهوة العصر"؛ وهو التوقيت الضروري والهام في كل منزل.
والبعض يرى أن ذلك يدخل في إطار التربية الحديثة للأسرة، من خلال التواصل الدائم بين أفرادها، بينما يجد البعض الآخر ضرورة اللقاء، بعيداً عن الوسائل الاتصالية الحديثة.
"قروب العائلة" في تطبيق "واتساب" هو النقطة الجامعة
ولكل شخص دوره في ذلك "القروب"، فيحرص الوالدان على تمرير بعض المقاطع الخاصة بالبر والرحمة، والابتعاد عن العقوق، فيما يشهد بعض النقاشات والجدال بين الإخوة والأخوات، قد يصل بعضها إلى حدوث مشاكل عائلية كبيرة.
ولعزيزة الغامدي وهي أخصائية اجتماعية، رأيٌ في ذلك، إذ ترى في حديثٍ لها مع "أخبار24"، أن التواصل عن طريق الواتساب من الطرق الافتراضية؛ صار بديلاً عن اللقاء وجهاً لوجه، وتستدرك للقول "قروبات الواتساب بين العوائل لا تمنع من وجود حديث وتواصل واقعي وشفوي بين أفراد العائلة، المهم عدم وجود فجوات بينهم. ومن الخطأ الاكتفاء بالتحاور فقط عبرها، لذا يجب أن يكون هناك تواصل بين أفراد الأسرة بغير هذا الأسلوب".
وتجد الغامدي، أن الفجوات بين العوائل تصنع العديد من أشكال الخلافات، التي في أغلبها تقوم على عدم وجود تواصل شخصي مباشر، وهذا ما يؤثر حتى على صعيد العلاقات الاجتماعية، فالاعتماد على التواصل "الإلكتروني"، قد يكون حائلاً أمام إيصال الأفكار والمشاعر، بين الأُسَر وأفرادها.