في إطار الحملة الوطنية الأمنية لمكافحة المخدرات، التي انطلقت في مناطق ومحافظات المملكة، رُفع الستار، عن ملتقى "أسرة واعية بلا مخدرات"، الذي نظمه مجلس شؤون الأسرة في الرياض، وذلك في إطار المشاركة الاجتماعية لمواجهة هذه الآفة الخطيرة؛ استناداً إلى توضيح دور الأسرة الأساسي في مواجهة حالات الإدمان.
ظاهرة تعاطي المخدرات ظاهرةً سلوكية خطيرة جداً على الفرد
واعتبرت ميمونة آل خليل الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة، أن ظاهرة تعاطي المخدرات وبقية المؤثرات العقلية، ظاهرةً سلوكية خطيرة جداً على الفرد، والمجتمع، والأسرة؛ ما يتطلب تكاتف تلك العناصر، لمواجهة أي فرد قد يكون وقع في هذا شراك المخدرات، أو المسكرات، أو المستنشقات الطبية.
ويستند الملتقى إلى أبحاث عالمية متخصصة، في مجال طب الإدمان والسموم والأوبئة، بالإضافة إلى علم "الجريمـة"، والانحراف وفـي مجـال بـرامج مواجهـة ظـاهرة المخدرات، توصلت إلى نتـائج وحقــائق راسـخة حـول خطــر تعــاطي لمؤثرات العقليــة، وأبرزت أثــرهــا علــى كــل مــن الجهــاز العصبي والعقلي، وخطرهــا علــى التصــرف والسـلوك البشــري، وعلــى المحيط الأسري.
وتؤكد تقارير الأمم المتحدة، مقرونةً بنتائج مسوح تعاطي المؤثرات العقلية التـي جرت في العديـد مـن دول العـالم، وجـود تزايـد خلال الثلاثين سـنة الماضية فـي مسـتوى انتشـار تعـاطي المخدرات والمؤثرات العقليـة، بـين صـغار السـن حـول العـالم؛ إذ يبـدؤون - بحسب تلك المسوحات - بتعاطيهـا فـي سـن مبكـرة، تتـراوح مـا بـين سـن 13 وتصـل إلـى سـن 22 مـن العمـر.
التستر على المدمن أمر يفاقم المشكلة ويؤثر على صحته
وأبرز سليمان اللحيدان أستاذ التوجيه والإرشاد النفسي، بعضاً مما وصفها بـ"التحديات" التي قد تواجه الأسرة، وحصر أبرزها بـ"التستر على المدمن"؛ إذا كان أحداً من أفراد العائلة، وهذا طبقاً لما يصف، أمر يفاقم المشكلة، ويؤثر على صحة المدمن، بدلاً من معالجة المشكلة من الأول.
وبالعودة للملتقى، فقد انقسم إلى ثلاثة محاور رئيسية، أبرزها التعريف بأهمية دور الأسرة قبل وأثناء وبعد مشكلة تعاطي للمخدرات، بينما سيتم عرض محاور كل جلسة حوارية، على شكل قوالب توعوية، بمشاركة الخبراء والجهات ذات العلاقة.
ومن منطلق الإيمان بأن مواجهة هذه الأزمة الخطيرة لا يقتصر على المكافحة الأمنية، بل يطال دور مجلس شؤون الأسرة وكافة القطاعات والجهات، جاء هذا الملتقى، الذي استقطب خبراء ومختصين في مجال مكافحة المخدرات؛ لمناقشة التحديات التي تواجهها الأسرة، ومحاولة إيجاد سبل الحلول والوقاية والتوعية بالآثار الاجتماعية والنفسية، على الفرد والأسرة والمجتمع.