في عام 1964 بدأت أولى خطوات الطفلة الإندونيسية (مريم) ذات الأعوام الـ6 بزيارة المملكة لأداء مناسك الحج مع أسرتها، قادمة من تلك الفجاج البعيدة من مشرق الأرض.
كانت الرحلة قديماً محفوفة بالمخاطر إلى جانب التكلفة المالية العالية
وروت الحاجة الإندونيسية مريم محمد منير من صالة مبادرة طريق مكة في مطار سورابايا بإندونيسيا ذكريات رحلاتها الـ(22) للعمرة وأداء الحج.
وقالت: "قبل ستين عاما كانت الرحلة الأولى لأسرتي لأداء الحج عبر السفن البدائية التي تأخذ وقتًا طويلًا من 5 إلى 8 أشهر، وتنطلق من ميناء جاكرتا مرورًا بالهند ثم بحر العرب ثم البحر الأحمر وصولًا إلى ميناء جدة، وكانت الرحلة محفوفة بالمخاطر والتحديات والخوف إلى جانب التكلفة المالية العالية، إلا أن الشوق لرؤية بيت الله الحرام وتلبية النداء وزيارة مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان هو زادنا ومعيننا الأول على المواصلة حتى بلوغ الغاية".
وأضافت مريم منير، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس": "اكتسبت رحلة الحج قديما تقاليد وطابعًا خاصًا بها، كالتجمع في مدينة جاكرتا قبل الانطلاق، وتوديع الأهالي، ومن ثم استقبالهم لنا عند العودة وإقامة الولائم وحصولهم على الهدايا المتنوعة".
وأشارت إلى أنه مع التقدم والتطور أصبحت رحلات السفر أسهل، وذلك باستخدام البواخر الحديثة التي قصّرت من المدة الزمنية المستغرقة، وأسهمت في ازدياد عدد الحجاج المسافرين على الطريق البحري، بعدها أصبحت الرحلات أكثر تنظيمًا وسهولة عبر الطائرات التي اختصرت مدة الذهاب للحج والعمرة لأيام معدودة، "وسط ما نعيشه ونجده من وسائل الترويح والمواصلات بأنواعها كافة، ونعيم في نواحي الحياة المختلفة".
وأكدت منير أن ذلك الفضل يرجع إلى الله ثم إلى حكومة المملكة الرشيدة التي بذلت الغالي والنفيس في جعل العمرة والحج أمرًا يسيرًا يحمل في ثناياه الأمان والطمأنينة والشعور بالرضا والسعادة، سائلة الله القبول والعودة بسلام وأمان، وأن يجزي كل من في المملكة خير الجزاء.
وساهمت مبادرة طريق مكة في اختصار وتيسير رحلة الحاجة مريم (66 عامًا) لحج بيت الله الحرام، حيث أنهت إجراءات الدخول للمملكة في مطار جاكرتا، حيث تقدم وزارة الداخلية خدماتها لضيوف الرحمن في صالة المبادرة بمطار العاصمة الإندونيسية وفق أحدث التقنيات لخدمة حجاج بيت الله الحرام بكل يسر وسهولة.