لا شك أن تنوع مناخ وتضاريس المملكة، ساهم في التميز بزراعة مجموعة واسعة من الخضراوات والفواكه على فترات مختلفة من العام؛ إذ استفاد المزارعون من الجهود الحكومية المكثفة بإدخال كافة الابتكارات الزراعية الحديثة وآليات تحسين جودة الإنتاج وتقنيات الزراعة المائية المتطورة.
تنتج القصيم أكثر من 390 ألف طن سنوياً من التمور
تلك الجهود لم تقف نتائجها عند تحقيق الاكتفاء الذاتي بإنتاج الكثير من الخضراوات والفواكه، ولكن في الاتجاه نحو التصدير إلى الكثير من الأسواق الأوروبية والآسيوية والعربية، حيث تميزت بعض المناطق بإنتاج أنواع معينة من الفواكه حسب تضاريس وطبيعة كل منطقة؛ ما يعكس التوسع الكبير في الزراعة وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
تمور بريدة
وتحل التمور على رأس قائمة المنتجات الزراعية التي تتميز بها المملكة، حيث تحققت نسبة اكتفاء ذاتي منها بلغت 124%، ونسبة إنتاج سنوي تجاوزت 1.6 مليون طن، وذلك من خلال التوسع في زراعة النخيل، حيث تغطي زراعته في المملكة مساحة واسعة تصل إلى 165 ألف هكتار.
وتتميز منطقة القصيم بإنتاجها الوفير من التمور حيث تنتج وحدها أكثر من 390 ألف طن سنوياً، يجري تصدير الكثير منها إلى أكثر من 100 دولة حول العالم منها أمريكا ودول أوروبية في شرق آسيا بالإضافة للدول العربية والخليجية.
ويسعى المزارعون إلى كسر هذا الرقم بزراعة أكثر من مليوني نخلة إضافية لزيادة الإنتاج والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 في زيادة الإيرادات غير النفطية.
ويعد كرنفال بريدة للتمور الذي تنظمه إمارة منطقة القصيم وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة وبإشراف من المركز الوطني للنخيل والتمور، أحد أكبر المنافذ التسويقية بالمنطقة حيث يرده يومياً أكثر من ألف سيارة محملة بأطنان التمور يستقبلها المستهلكون والمستثمرون.
شمام الرياض
أما الشمام الذي تقول عنه وزارة البيئة إنه من أكثر الفواكه فائدة صحية فقد أكدت الإحصاءات الرسمية تحقيق المملكة اكتفاءً ذاتيًا منه بنسبة 100%، بكميات إنتاج سنوي تجاوزت 55.4 ألف طن، في مساحة تبلغ نحو 2.4 ألف هكتار في مختلف مناطق المملكة.
وتتصدر منطقة الرياض الإنتاج السعودي للشمام بإنتاج سنوي يبلغ 42,1 ألف طن، تليها منطقة القصيم بإنتاج يبلغ 6.1 ألف طن، ثم منطقة المدينة المنورة بإنتاج بلغ 2.5 ألف طن، ومنطقة حائل بإنتاج 1.7 ألف طن.
بطيخ مكة
كما حققت المملكة نسبة اكتفاء ذاتي من محصول البطيخ، تصل إلى أكثر من 99%، بإنتاج سنوي يتجاوز 624 ألف طن من الحبحب، مزروعة على أكثر من 23 ألف هكتار بمعظم مناطق المملكة.
وحققت منطقة مكة المكرمة المركز الأول بالإنتاج السنوي لفاكهة البطيخ، وذلك بالوصول إلى 442.3 ألف طن سنويًا؛ تليها منطقة الرياض بمعدل إنتاج سنوي يصل إلى 60.8 ألف طن.
وتحظى فاكهة البطيخ بقيمة غذائية هامة وكميات كبيرة من الماء التي تسهم في سد احتياج الفرد من السوائل، ولكونه في الوقت نفسه يُعد رمزًا للانتعاش والراحة في فصل الصيف، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يجعله مثالاً للعنصر الأساسي في أوقات الاستراحة والاستجمام.
مانجو جازان
ووفق وزارة البيئة والمياه والزراعة، فإن المملكة حققت نسبة اكتفاء ذاتي من فاكهة المانجو بلغت 68%، بإنتاج سنوي تجاوز 89.5 ألف طن، وذلك من خلال زراعة المانجو في عدة مناطق على مساحة تُقدر بنحو 6,966 ألف هكتار.
وأوضحت الوزارة أن منطقة جازان تصدرت بإنتاج سنوي بلغ 60 ألف طن، تليها منطقة مكة المكرمة بإنتاج يبلغ 17,9 ألف طن، ثم منطقة المدينة المنورة بإنتاج بلغ 4,5 ألف طن، ومنطقة عسير بإنتاج 2,8 ألف طن، بينما يبلغ إنتاج منطقة تبوك 2,5 ألف طن، وإنتاج الباحة 912 طنًا، وإنتاج منطقة نجران 347 طنًا، وإنتاج الشرقية 198 طنًا، والرياض 117 طنًا، والقصيم 60 طنًا.
جازان تضم 498 ألف شجرة تين، تُنتج سنويًا 2000 طن
تين جازان
تُعد منطقة جازان من أبرز المناطق الزراعية في المملكة، بفضل ما تمتاز به من أراضٍ خصبة ومناخ ملائم لزراعة مجموعة واسعة من المحاصيل، وتبرز شجرة التين من بين هذه المحاصيل التي تشتهر بها المنطقة كمحصول رئيس له دور بارز في الاقتصاد الزراعي المحلي، كونها تستفيد بشكل كبير من المناخ الملائم في جازان لزراعتها، حيث تشكل درجات الحرارة المعتدلة والرطوبة العالية بيئة مثالية لنموه.
ووفقًا لبيانات وزارة البيئة والمياه والزراعة، فإن منطقة جازان تضم اليوم حوالي 498 ألف شجرة تين، تُنتج سنويًا ما يقارب 2000 طن من هذه الفاكهة التي تزرع بتلك المنطقة منذ عام 1982.
وتعد زراعة التين جزءًا من استراتيجية شاملة لتطوير القطاع الزراعي في المنطقة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق التنمية الريفية المستدامة؛ إذ لا تتوقف أهمية التين عند كونه مجرد محصول زراعي، بل تتعدى ذلك لتصبح عنصرًا اقتصاديًا مهمًا يسهم في تحسين دخل المزارعين.
زيتون الجوف
أما الزيتون ففازت فيه الجوف بفارق كبير واستقبلت معاصر الزيتون هناك إنتاج 23 مليون شجرة وترسل للأسواق أجود الزيوت وبعدها منطقة تبوك التي فيها 14% من إنتاج المملكة.
وتستقبل معاصر الزيتون في منطقة الجوف البالغ عددها ما يقارب 30 معصرة، إنتاج أكثر من 23 مليون شجرة زيتون بالمنطقة، حيث تتم الاستفادة من وفرة الزيتون لإنتاج أكثر من 18 ألف طن من زيت الزيتون بمنطقة الجوف سنوياً بنسبة تصل إلى 67% من إجمالي الإنتاج بالمملكة.
كما أسهمت طبيعة منطقة تبوك الجغرافية وموقعها القريب من مناخ البحر الأبيض المتوسط بجعل المنطقة من أهم مناطق المملكة في إنتاج الكثير من الفواكه ومنها الزيتون.
وتستقبل معاصر الزيتون بمنطقة تبوك حصاد ما يزيد عن 800 ألف شجرة زيتون مثمرة بالمنطقة من مختلف الأنواع والأصناف تمهيداً لعصره واستخراج أجود أنواع الزيت منه وفق إحدى التقنيات والآليات في ظل ما توليه وزارة البيئة والزراعة والمياه من دعم للمزارعين في عموم مناطق المملكة.
حمضيات العلا
وفيما يتعلق بالحمضيات مثل البرتقال والليمون الحلو والترنج، فقد فازت بها العلا وفي أوديتها وسهولها أكثر من 200 ألف شجرة حمضيات تمثل 30% من إنتاج المملكة.
وتحوي سهول وأودية محافظة العلا نحو أكثر من 200 ألف شجرة حمضيات، على مساحة 800 هكتار، وهي ثاني أهم محصول فاكهة بعد نخيل التمر، وهو ما يمثل 30% من إجمالي إنتاج المملكة من الحمضيات المتنوعة؛ وفق الإحصائية التقريبية التي أصدرتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا.
ومن أبرز أنواع محاصيل الحمضيات في العلا البرتقال والليمون الحلو والترنج والبرتقال السكري وبرتقال الماندرين والكليومنتين، حيث يوفر المهرجان سوقاً حيويةً للمنتجين المحليين لبيع محاصيلهم التي تبلغ قرابة 15 ألف طن سنوياً.
كما تنتج المملكة أكثر من 600 ألف طن من البطاطس بنسبة اكتفاء ذاتي تجاوزت 80%، وأكثر من 650 ألف طن من الطماطم بنسبة اكتفاء ذاتي تفوق 67 %، وأكثر من 365 ألف طن من البصل بنسبة اكتفاء ذاتي تجاوزت 44 %، إضافة إلى العديد من المنتجات التي ساهمت في زيادة الإنتاج الزراعي بالمملكة لأكثر من 11 مليون طن، وتحقيق وفرة في سلاسل المنتجات بمختلف المناطق في أسواق المملكة كافة.