عُرف بطموحه وجهوده المميزة في خدمة المجتمع والتنمية الإنسانية، الأمير الراحل محمد بن فهد بن عبدالعزيز أحد أبرزالمسؤولين والقادة الذين جمعوا بين الفكر التنموي والرؤية الإنسانية، تميزت مسيرته بالإنجازات التي أسهمت في تعزيز التنمية وخدمة المجتمع على مختلف المستويات.
تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في معهد العاصمة النموذجي
الأمير محمد الذي رحل عن عالمنا اليوم هو الابن الثاني للملك فهد بن عبدالعزيز، ولد في الرياض عام 1950م وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في معهد العاصمة النموذجي بالرياض، وهو المعهد الذي أسسه الملك عبد العزيز، مما أسهم في بناء شخصيته وتأسيس قاعدته العلمية والمعرفية.
والتحق الأمير بجامعة كاليفورنيا – سانتا باربرا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، وقد كان لتعليمه في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة دورٌ بارزٌ في صقل معارفه وإثراء خبراته، مما منحه فهمًا عميقًا لخصائص العالم الغربي وأساليبه المتقدمة.
وانعكس هذا التأثير الإيجابي بشكل واضح على مسيرته العملية، سواء في القطاع الخاص أو أثناء خدمته في المناصب الحكومية، بداية من عمله مساعداً لنائب وزير الداخلية، حتى تعيينه أميرًا للمنطقة الشرقية من عام 1985م وحتى عام 2013م، وخلال 28 عاماً جذب إليها الاستثمارات المحلية والأجنبية وطور البنى التحتية والخدمات والسياحة.
وتميّز الأمير محمد بشغفه الكبير بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، حيث أطلق العديد من المبادرات والبرامج التي تركت بصمة واضحة في خدمة المجتمع، من أبرزها برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، الذي كان رائدًا في دعم الأجيال الواعدة، إضافة إلى تأسيس مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، التي ركزت على تحسين جودة الحياة بمبادرات مبتكرة.
ومن بين إنجازاته البارزة، طرح فكرة إنشاء جامعة خاصة بمواصفات عالمية في المنطقة الشرقية، وقدّم لها كل الدعم اللازم للإشراف على تأسيسها وتنميتها، تقديرًا لجهوده الكبيرة، أُطلق اسمه على الجامعة عرفانًا من أهالي المنطقة الشرقية لدوره المحوري في تطويرها.
قاد بنفسه السيارة التي أقلت أمير الكويت من منطقة الخطر إلى الأمان في الدمام
وتقديراً لجهود الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز في تطوير المنطقة الشرقية وخدمة مواطنيها، أصدر أهالي المنطقة كتاباً بعنوان "الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز خمسة وعشرون عاماً من تاريخ المنطقة الشرقية".
يوثق الكتاب رؤية الأمير الطموحة لتنمية المنطقة، والتي استلهمها من مسؤولياته كقائد حكومي يعمل على تنفيذ خطط الدولة ورؤية قيادتها الرشيدة، كما يبرز الكتاب إبداعاته ومبادراته النوعية التي جاءت متكاملة مع خطط الدولة، بهدف تحقيق تنمية مستدامة والارتقاء بجودة الحياة في المنطقة الشرقية.
وعلى المسرح السياسي، كان للأمير الراحل حضور يليق بقامة وطنية استثنائية، فمنذ الساعات الأولى للغزو العراقي للكويت عام 1990م، تواجد بنفسه على الحدود الكويتية لاستقبال القيادة الكويتية، وقاد بنفسه السيارة التي أقلت أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح من منطقة الخطر إلى الأمان في الدمام، في مشهد يعكس نبل الأخلاق وعمق الالتزام بالواجب تجاه الأشقاء.