بآبارها الكثيرة التي جاوزت 300 بئر، في زمنٍ وجغرافيا كان الماء يرسم فيهما خطوط القوة والاستقرار والرخاء؛ عاشت قرية "لينة" عصورًا من الثراء الاقتصادي والفني والاجتماعي، واحتلت إلى وقت قريب مركزًا تجاريًا مهمًا يجمع تجار العراق والشام والجزيرة العربية، متربعة على طريق تجاري قديم يربط وسط الجزيرة بالعراق بالقرب من درب زبيدة الشهير.
أهمية تجارية وإستراتيجية لقرية لينة بمنطقة الحدود الشمالية
وتؤكد المراجع التاريخية هذه الأهمية التجارية والإستراتيجية لقرية لينة في منطقة الحدود الشمالية، فقد ظلت منذ أمدٍ بعيدٍ معلماً يرصد الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، واستمرت كذلك حتى عهد المؤسِّس طيب الله ثراه.
ومن الآثار المهمة التي تؤكد على فرادة وأهمية موقع القرية، قصر "لينة" التاريخي الذي أمر ببنائه الملك عبدالعزيز آل سعود في بداية سنوات توحيده لبلاده عام 1354ــ 1355هـ؛ ليكون مقرًا للإمارة في المنطقة آنَذاك، وشُيّد القصر على مساحة 4,000 أربعة آلاف متر مربع، في كل ركن من أركانه الأربعة برج لأغراض الحراسة والمراقبة، وبجانبه مسجد صنع سقفه من سعف النخيل، وبئر قديمة، ومكان مخصص للخيول، وفناء واسع تطل عليه الغرف، وغيرها من الخدمات الأخرى.
وتضم القرية سوق لينة التراثي القديم الذي يُعدّ من أقدم أسواق المنطقة، والذي أنشئ عام 1352هـ، ومن الآثار القديمة والمدرجة في كشوفات هيئة الآثار بالمملكة، وهو أحد أهم المعالم التراثية في محافظة رفحاء، وتبلغ مساحته نحو 5,500 متر مربع، و72 محلًا تجاريًا.
وقد طوّرت بلدية لينة السوق، فتم تنفيذ بوابة لمدخله بارتفاع ثمانية أمتار، وتركيب حجر عشوائي لساحة السوق، وترقيم المحال التجارية، وعمل «دكات» خرسانية مع ديكور شجري، وتركيب فوانيس إنارة وأسقف خشبية مع أعمدة حجرية أمام المحال، وبوّابة أثرية على المدخل الرئيسي.