شهد حفل توزيع جوائز "النخلة الذهبية" بختام مهرجان "أفلام السعودية" تنوّعاً غير مسبوق لجهة الأفلام الفائزة، مما أظهر البُعد الإقليمي الذي صار يُشكّله هذا الحدث، بحصد عدد من الأفلام الخليجية جوائز مرموقة، بدلاً من أن تحتكرها أفلام معدودة كما جرت العادة سابقا.
السينما السعودية ستكون قريبا بمصافّ العالمية
هذا التنوع عكس وفرة الأفلام الجيّدة، وقوّة المنافسة وارتقاء المهرجان بالسينما الخليجية، بحسب الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم، الذي نقلت عنه صحيفة "الشرق الأوسط"، قوله إن صنّاع الأفلام السعوديين مبدعون منذ سنوات، وبصمتهم واضحة، مشيرا إلى أنه خلال الأعوام الـ5 المقبلة ستكون السينما السعودية في مصاف العالمية.
وفي حديثه على هامش ختام الدورة العاشرة للمهرجان التي أسدلت ستارها بحفل مبهج بمركز "إثراء" بالظهران، أضاف غلوم أنه بحكم إدارته سابقا مهرجان السينما الخليجية، وقف على إبداعات صناع الأفلام السعوديين الذين كانوا يحصدون معظم الجوائز، وهم اليوم يحصلون على الفرص والدعم الكبير، ويمتازون بالتنوّع الوفير.
ثراء المهرجان ووفرة إنتاجه، بدت من خلال الأفلام الفائزة ففي مسابقة الأفلام الوثائقية، ذهبت جائزة "النخلة الذهبية" للفيلم الخليجي الوثائقي "بر سار" للمخرج محمد جاسم، وجائزة "جبل طويق" لأفضل فيلم عن مدينة سعودية للمخرجة ميتشوكا ألكوفا عن "أصوات العلا"، بينما فاز بجائزة "النخلة الذهبية" للموضوع الوثائقي الفريد فيلم "ذاكرة عسير" لسعد طحيطح.
وفاز بـ"النخلة الذهبية" لأفضل فيلم عن البيئة السعودية، "هورايزن" لفابين لميير، وأيضاً فاز بـ"النخلة الذهبية" لجائزة لجنة التحكيم، "أندرغراوند" لعبد الرحمن صندقجي، وأخيراً نال "النخلة الذهبية" لأفضل فيلم وثائقي "سباق الحمير" لمحمد باقر.
وفي جوائز مسابقة الأفلام القصيرة، فقد فاز "عذر أجمل من ذنب" لهاشم شرف بـ"النخلة الذهبية" للفيلم الخليجي الروائي القصير، كما فاز "بصيرة" لعبد العزيز الحسين بجائزة "عبد الله المحيسن" للفيلم الأول، في حين حصد "بين البينين" لإيثار عامر "النخلة الذهبية" لأفضل فيلم "أنيميشن ثانٍ".
وذهبت جائزة "النخلة الذهبية" لأفضل فيلم "أنيميشن أول" إلى "مسند" لعبد الرحمن صالح، أما "النخلة الذهبية" لأفضل تصوير سينمائي، فنالها "بخروش" لرضوان جمال، وحصل مهنّد الصالح على "النخلة الذهبية" لأفضل ممثل عن دوره في "بصيرة"، كما نالت آيدا القصي "النخلة الذهبية" لأفضل ممثلة عن دورها في "أنا وعيدروس" الذي حصد أيضاً "النخلة الذهبية" لجائزة لجنة التحكيم، لتذهب "النخلة الذهبية" لأفضل فيلم قصير إلى "قصة صالح" لزكي آل عبد الله.
وحملت جوائز مسابقة الأفلام الطويلة مفاجآت عدّة، إذ نال "هجان" للمخرج أبو بكر شوقي 4 جوائز دفعة واحدة هي: "النخلة الذهبية" لأفضل تأليف موسيقي، و"النخلة الذهبية" لأفضل ممثل، التي ذهبت إلى عمر العطوي، و"النخلة الذهبية" لأفضل ممثلة، التي ذهبت إلى تولين عصام، بالإضافة إلى "النخلة الذهبية" لجائزة لجنة التحكيم.
وحصد فيلم "بين الرمال" للمخرج محمد العطاوي جائزتَي "النخلة الذهبية" لأفضل تصوير سينمائي، و"النخلة الذهبية" لأفضل فيلم طويل، كما نال الفيلم اليمني "المرهقون" جائزة "النخلة الذهبية" للفيلم الخليجي الروائي الطويل، وجائزة خاصة من لجنة التحكيم للتمثيل في الأفلام الخليجية حازت عليها الممثلة عبير محمد، وأخيراً، ذهبت "النخلة الذهبية" لأفضل مونتاج لفيلم "ذلك الشعور الذي".
المهرجان جمع حشداً كبيراً من الفنانين السعوديين والخليجيين
يُذكر أن المهرجان الذي يقام سنوياً هو من تنظيم "جمعية السينما"، وبالشراكة مع "مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي" (إثراء)، وبدعم "هيئة الأفلام" التابعة لوزارة الثقافة، وقد جمع حشداً كبيراً من الفنانين السعوديين والخليجيين والعرب الذين توافدوا طوال أيامه الـ8 لمشاهدة نحو 75 فيلماً، وحضور الندوات اليومية، وفعاليات سوق الإنتاج التي تضمّ نحو 20 جهة سعودية مهتمّة بدعم القطاع، وقدّمت دعماً سخياً لمشروعات سينمائية واعدة.
والدورة الحالية للمهرجات تميّزت بكثير من الفعاليات الاستثنائية، منها "متحف حكاية المهرجان" الذي ظلَّ يستقبل الزوّار طوال أيامه، ويسرد تفاصيل الدورات الماضية منذ انطلاقة المهرجان عام 2008 حتى اليوم، ويقف على تجارب وخبرات كبار الفنانين الذين أسهموا في إعداد حقبة زمنية واعدة للمهتمّين بصناعة الأفلام، وتسلّموا زمام تلك الحقبة ليستمرّوا في إحداث حراك فاعل عزَّز القيمة الفنّية وثراء المشهد السينمائي.