عندما يُقال إن الفنان صاحب رسالة في مجتمعه، فإن ذلك ليس حديثا فقط، فكم من عمل فني، مجسما كان أو تمثالا أو لوحة، ناقشت قضية وناصرتها، الأمر الذي يتجاوز فيه الفن وظيفة الإمتاع والتسلية إلى ما هو أبعد من ذلك.
في قلب العاصمة الرياض، كان لافتا لزوار "أسبوع مسك للفنون" عمل فني ظهر بطريقة مختلفة، حيث مظلّة بيضاء تقع على شجرة وبجانبها صندوق ابيض.
ترمز المظلة بسقوطها وبقائها على الشجرة إلى تجذّر المشكلة مجتمعياً
التقينا صاحب العمل "زياد الروقي"، الفنان الذي رأى المشكلة وحاول محاكاتها، يقول الروقي، الذي كان مبتعثا في المملكة المتحدة، في حديثه مع "أخبار 24"، إنه استلهم فكرة عمله "إسقاط جوي" من إنزال "نورماندي" الجوي الشهير في الحرب العالمية الثانية الذي استُخدم للوصول إلى الجنود المعزولين في ساحة المعركة، لتمتد الإنزالات لاحقا وتُستخدم لإغاثة المدنيين والأشخاص العالقين في الأماكن النائية.
وأشار إلى أنه قرر استخدام هذا المبدأ لمساعدة الأشخاص المنعزلين اجتماعيا، في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي عدّها "سلاحاً ذا حدين"، وترمز المظلة بسقوطها وبقائها على الشجرة إلى وجود المشكلة وتجذرها، واللون الأبيض في العمل لحياديته واستهدافه جميع أفراد المجتمع منعزلين وغيرهم.
ويظهر العمل، حيث تسقط المظلة صندوقاً عبارة عن شحنة مغلفة، وتبدأ الفكرة بالوضوح عندما يقرب الشخص هاتفه الجوال للصندوق لتظهر مباشرة فيديوهات لقصص حقيقية لأناس عانوا من العزلة وواجهوها، وكل جانب من الصندوق يحمل قصص مختلفة تحمل بين طياتها التوعية والمواساة.
ويظهر على العمل ملصق "قابل للكسر"، ولكن هذه المرة ظهر مجسم لإنسان بالقرب من هذه الكلمة، بعدما كنا نراها على منتجات نستخدمها في حياتنا اليومية.
أوضح الروقي أنه استخدم هذا الملصق مع تغيير هويته ليتناسب مع الطبيعة البشرية، حيث إن البشر قابلون للكسر ويجب أن يحظوا بعناية فائقة.