على مرّ العصور، وقفت بيوت الطين في منطقة نجران برونقها وأصالتها وفنها وهندستها المعمارية الفريدة شامخة لم يغيرها الزمن، لتحكي للجيل الحالي قصة الماضي الجميل الذي عاشه الأجداد قديمًا، وكفاحهم في بناء البيت النجراني، ليكون رمزًا متأصلًا وثابتًا على مرّ السنين.
تحافظ على هويتها التراثية التي أصبحت أيقونة خاصة بالمنطقة
تلك البيوت لها مكانة خاصة عند أهالي المنطقة، لما تحمله من ذكريات ماضيهم وماضي آبائهم وأجدادهم، ما دفع مُلاكها إلى العمل على ترميمها بين فترةٍ وأخرى، وذلك للحفاظ على هويتها التراثية التي أصبحت أيقونة خاصة بالمنطقة، ومعلمًا من معالمها التراثية التي تزخر بها.
وتحظى بيوت الطين باهتمام بالغ من قبل أهالي منطقة نجران إيمانًا بأهمية الحفاظ على التراث، وحرصهم على ترميم هذه البيوت لتبقى صامدة وشاهدة في نفس الوقت على إتقان وحرفية الأهالي قديمًا، ومدى براعتهم في بناء العمارة النجرانية القديمة التي لا زالت منتشرة في عددٍ من أحياء مدينة نجران ومحافظات المنطقة.
وتمرّ عملية ترميم بيوت الطين بعدة مراحل بدءًا من العوامل الأساسية مثل الحجر والطين والأخشاب، إذ تتم عملية البناء بوضع الأساس المسمى "بالوثر"، وهو من الحجارة والطين، ثم يبدأ بوضع المدماك الأول، ويقام المدماك الثاني وهكذا حتى يتم البناء.
وبعد الانتهاء من البناء تتم عملية "الصماخ" وهي لياسة السقف من الأسفل بالطين، فيما يكون ترميم السقف من جذوع وسعف النخيل وأشجار الأثل والسدر.