تعد "بيوت الطين" أحد أهم الشواهد على تاريخ المنطقة منذ القدم، حيث تتواجد في أغلب مناطق المملكة.
وعند زيارة المواقع التراثية، يتساءل البعض عن كيفية بناء تلك المواقع والبيوت وماذا استخدم الأجداد من مواد في عملية البناء، والتي تعكس تراث المنطقة وعمقها التاريخي الذي يظهر تفاصيل صعوبة الحياة في تلك الفترة التي واجهها أهلها بحلول ذكية ضمنت استدامة الحياة وتسهيلها.
وأثناء جولة لـ "أخبار 24" في "موسم الدرعية" بالعاصمة الأولى للدولة السعودية، التقت مجموعة من الشبان الذين قاموا بربط "العصبة" وشمّروا عن ثيابهم في تجربة حية لبناء بيوت الطين، خلال فعالية "نزل الدرعية" وهي فعالية تقام كل خميس وجمعة وتستهدف محاكاة حياة الناس قديمًا وتفاصيل معيشتهم.
الفريق الذي يجتمع للبناء يردد أهزوجة " همّة ولمّة .. لبنة وطينة"
وقال خالد الدوسري أحد الشباب المشاركين في هذه التجربة لـ"أخبار 24”، إن البناء قديمًا كان يعتمد على الطوب اللبن وهو عبارة عن تراب وماء وتبن يتم تجميعه وتصفيفه ويوضع في خشب مربع ليتشكل ويصبح كـ”البلوكة" المستخدمة في عملية البناء الحديثة، مبيناً أنه في حال كان البناء في الشتاء يستغرق تشكيل اللبن من 6 إلى7 أيام، أما في فصل الصيف فيستغرق من يومين إلى 3 أيام.
وأضاف أن عملية البناء تتم في الصباح عبر فريق مكون من عدة أشخاص يختلف عددهم وفقا لعدد البيوت التي ستبنى ومساحاتها، مشيراً إلى أن الفريق الذي يجتمع للبناء يردد أهزوجة "همّة ولمّة .. لبنة وطينة" وهي التي تستهدف رفع معنويات الفريق وزيادة حماسهم للعمل والإنجاز بشكل سريع.
وأشار الدوسري إلى أن "بيوت الطين" تتميز بكونها باردة وقت الصيف ودافئة وقت الشتاء، وأن من يرغب بصلابة منزله وعدم تأثره بالأمطار وغيرها، يقوم بإعادة ترميمه عبر إعادة وضع الطين والطوب اللبن عليه.
ولاقت فعالية نُزُل البناء بالطين إقبالًا واسعا من سياح أجانب وزوار من داخل المملكة ومن دول مجلس التعاون الخليجي، لتروي هذه الفعالية قصة عن بيوت ظلّت شامخة وشاهدةً على مآثر الأجداد وبطولاتهم.