تُعد منطقة جازان من أبرز المناطق الزراعية في المملكة؛ بفضل ما تمتاز به من أراضٍ خصبة ومناخ ملائم لزراعة مجموعة واسعة من المحاصيل، حيث أسهمت المياه الجوفية والسيول المتدفقة على مدار العام في إيجاد بيئة مثالية للمزارعين، مما مكّنهم من استغلال هذه الموارد الطبيعية في زراعة أنواع متعددة من الأشجار والمحاصيل على مدار السنة، وبطرق ميسرة وبتكاليف منخفضة.
498,206 شجرة تين تُنتج سنويًا ما يقارب 2000 طن من هذه الفاكهة
وتبرز شجرة التين من بين هذه المحاصيل التي تشتهر بها المنطقة كمحصول رئيس له دور بارز في الاقتصاد الزراعي المحلي، كونها تستفيد بشكل كبير من المناخ الملائم في جازان لزراعتها، حيث تشكل درجات الحرارة المعتدلة والرطوبة العالية بيئة مثالية لنموه؛ مما جعل المزارعين يعتمدون على هذه الظروف الطبيعية لتحقيق إنتاج وفير يتميز بجودة عالية.
ووفقًا لبيانات وزارة البيئة والمياه والزراعة، فإن منطقة جازان تضم اليوم حوالي 498,206 شجرة تين، تُنتج سنويًا ما يقارب 2000 طن من هذه الفاكهة.
وتعد زراعة التين جزءًا من استراتيجية شاملة لتطوير القطاع الزراعي في المنطقة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق التنمية الريفية المستدامة؛ إذ لا تتوقف أهمية التين عند كونه مجرد محصول زراعي، بل تتعدى ذلك لتصبح عنصرًا اقتصاديًا مهمًا يسهم في تحسين دخل المزارعين.
وساعدت الجهود التي قام بها مركز الأبحاث الزراعية بجازان، منذ عام 1982 في دعم هذا القطاع من خلال جهوده البحثية بزراعة الفواكه الاستوائية، وإدخال أنواع مختلفة من أشجار الفاكهة الاستوائية وشبه الاستوائية مثل: المانجو والجوافة والباباي والتين؛ لتحسين جودة التين المزروع في المنطقة، ما جعله يتمتع بتنافسية عالية في الأسواق المحلية والدولية، كما تمكنت جازان من تسويق إنتاجها من التين بنجاح، سواءً على المستوى المحلي أو من خلال التصدير إلى الأسواق الخارجية.
إنتاج عالي الجودة تمتد فترته من شهر ديسمبر وحتى شهر مايو من كل عام
ويتميز تين جازان بإنتاج عالي الجودة، تمتد فترته من شهر ديسمبر وحتى شهر مايو من كل عام، وهي فترة تتزامن مع توقف إنتاج التين في معظم دول العالم، ما يمنح المنتج المحلي ميزة تنافسية في الأسواق الخارجية.
ويُعرف التين بفوائده الغذائية العديدة، كونه غنياً بالألياف والفيتامينات والمعادن مثل: البوتاسيوم والمغنيسيوم، مما يُسهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتنظيم مستويات السكر في الدم، إضافة إلى دعم الصحة القلبية، ويجعل التين خيارًا غذائيًا مفضلًا لدى الكثيرين، سواءً كان طازجًا أو مجففًا.
وتكمن أهمية زراعة التين في منطقة جازان ليس فقط في إسهامها الاقتصادي المباشر، بل في قدرتها على التكيف مع التغيرات البيئية، ما يجعله محصولًا مستدامًا يسهم في بناء قطاع زراعي قوي يدعم التنمية المستدامة في المنطقة، ومواصلتها التميز في المجال الزراعي، وتحقيق إنتاج زراعي متنوع وجودة عالمية، مع التطلع لمزيد من التطوير والابتكار في السنوات المقبلة.