close menu

جبل "بركوك".. تعزيز السياحة الريفية بالزراعة التقليدية

تبدو الحياة اليومية للمزارعين بالجبل كما هي منذ 5 عقود
 يعد الجبل من أهم المتنزهات الطبيعية التي ما زالت محافظة على مقوماتها البيئية والسياحية الفريدة
يعد الجبل من أهم المتنزهات الطبيعية التي ما زالت محافظة على مقوماتها البيئية والسياحية الفريدة

على ارتفاع يزيد عن 1900م عن سطح البحر تبدو الحياة اليومية للقرى الزراعية في جبل "بركوك" التابع لمحافظة بارق شمال منطقة عسير كما هي قبل 5 عقود، فالمدرجات الزراعية التي تنتج أنواعًا متنوعة من الحبوب المحلية، ما زالت تُؤهل وتزرع بالطرق التقليدية مثل الحرث بالأبقار.

يتمتع الجبل بمواقع أثرية عديدة ومزارات سياحية جميلة

ووسط الطبيعة البكر لجبل "بركوك" حرص الأهالي على استثمار مواسم الزراعة في تعريف الأجيال الجديدة بأساليب ومكونات الزراعة قديما، حيث يتمتع الجبل بمواقع أثرية عديدة ومزارات سياحية جميلة من جميع الجهات مما عزز قيمته السياحية والتاريخية، إذ يضم نقوشًا أثرية تعود إلى آلاف السنين.

ويتميز جبل "بركوك" بزراعة الحبوب الموسمية باستخدام الأبقار، التي يقسم مراحلها المرشد السياحي عبدالله الشهري إلى أربع مراحل وهي الحرث الأول لتهيئة التربة وقلبها ثم الحرث الثاني لزيادة التهيئة وشق التربة بشكل أكبر لدخول الهواء والماء ثم يأتي الحرث الثالث الذي يسمى" التوجيه" أي توجيه المزرعة لبذر الحبوب ثم المرحلة الأخيرة وهي توزيع الحبوب في التربة بشكل مناسب ومتناسق وتغطيتها بـ"المدسم".

وتعتمد عملية الحرث بالأبقار على عدة أدوات أبرزها "المضمد" وهو عبارة عن قطعة من الخشب أسطوانية الشكل، حيث يشير الدكتور عامر الشهراني في كتابه "عادات وتقاليد من الجنوب" إلى أنه يتم تجهيزها بواسطة نجار مختص، كذلك "اللومة" وتصنع من الخشب وطولها قد يصل إلى مترين ونصف المتر، وهي على شكل زاوية حادة.

ويثبت في نهاية الضلع الأصغر للزاوية المحراث، وهو عبارة عن قطعة من الحديد المدبب لشق التربة في أثناء الحرث، كما أنه يتم تثبيت قطعة من الخشب بشكل عمودي على الزاوية نفسها ليتم التحكم فيها من قبل الشخص الذي يقوم بعملية الحرث، ويتم تثبيت اللومة في المضمد الذي هو مثبت على رقاب الثيران بالحبال المصنوعة من ليف النخل، أو من الجلد.

وبعد شق الأرض بواسطة المحراث وبذر الحبوب المطلوبة يأتي دور "المدسم" الذي يصفه الدكتور الشهراني بأنه قطعة خشبية طويلة مستطيلة الشكل، وطولها قرابة مترين ويستخدم لتسوية أرض المزرعة بعد حرثها، وتغطية البذور التي يتم وضعها في المزرعة في أثناء الحرث.

ويتم سحب المدسم من قبل ثورين يتم ربطهما معًا بما يعرف بالمضمد ويركب المزارع على المدسم في أثناء دسمه للمزرعة ليزيد الوزن ويتم تغطية البذور وتسوية الأرض ليسهل تقسيمها إلى أحجام وأشكال متساوية ليسهل غمرها بالماء.

أما في أوقات الحصاد فتجمع "العذوق" التي تحمل الحبوب في مكان يسمى"الجرين" حيث يتم فيه فصل الحبوب من العذق وتصفيتها بواسطة " المدوسة" وهي قطعة من الحجر مستطيلة مربوطة بالمضمد تجرها الأبقار لفصل حبوب القمح، أو الذرة عن أقماع الثمار.

بدوره، يؤكد هاشم عوض أحد مواطني بركوك أن جبل بركوك الذي يطل على أجزاء من محافظتَي "بارق" و"المجاردة"، يتميز بجمال الطبيعة وكثافة الغابات المكونة من أشجار "العرعر" و"السدر" و" السيال" و"البشام"و"العتم" والغطاء النباتي الذي يتشكل نتيجة لغزارة الأمطار التي يشهدها في معظم فصول السنة.

كما يعد الجبل من أهم المتنزهات الطبيعية التي ما زالت محافظة على مقوماتها البيئية والسياحية الفريدة ، حيث يمكن استثماره في تنشيط السياحة الريفية والزراعية في منطقة عسير.

9 images icon
أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات