تشكل أجواء الأسواق والخانات، ملامح جمالية لمدينة جدة في كل المناسبات في المنطقة التاريخية المركزية والبلد الذي يحتفظ بمخزون هائل من التراث والذكريات، وتتكون الخانات من مجموعة دكاكين تفتح وتغلق على بعض، كما تعرف القيسارية أو القيصرية ومن أهمها خان الهنود، وخان القصبة وهو محل تجارة الأقمشة، وخان الدلالين، وخان العطارين، فيما لا يزال مدينة أهل جدة يزينون منازلهم بالأنوار لجمع الأحبة والعائلة، ويرددون الأهازيج استقبالًا للزوار.
حظيت بتوثيق دارة الملك عبدالعزيز ضمن اهتمامها بتاريخ المدن والمواقع السعودية
وحظي تاريخ مدينة جدة من حيث الأبنية والحارات والأسواق والرواشين والنوافذ الداخلة في عمارة "جدة التاريخية" بصفة خاصة التي ما زالت تتغنى بعراقتها عهود الزمن الحاضر، بتوثيق دارة الملك عبدالعزيز ضمن اهتمامها بتاريخ المدن والمواقع السعودية، لتبقى مدينة جدة كمتحفٍ مفتوح وأكبر دليل تسجيلها ضمن المواقع الأثرية في قائمة التراث الإنساني العالمي لدى اليونسكو عام 2014.
واستحضرت الدارة خلال توثيقها تأسيس وتوحيد المملكة ودخول الملك عبدالعزيز جدة في عام 1925م وسكنه في بيت نصيف في جدة التاريخية، واتخاذه مجلسًا ومُصَلّى بجوار مسجد الحنفي، كما تميز أهل جدة قديماً بعشق البحر الذي يعد مصدر رزقهم وحياتهم، ولمنع الغزاة عنها بنى أهلها سوراً ضخماً يحيط بها، ثم تغير الزمان لتصبح مدينة كبيرة وبوابة الحرمين الشريفين وعروس البحر الأحمر وميناء المملكة الأول.
وتحظى جدة التاريخية باهتمام من القيادة الرشيدة لاحتوائها على معالم تاريخية وتراثية ومآثرها العمرانية عبر تحويل إدارة جدة التاريخية التابعة لوزارة الثقافة إلى برنامج في عام 2020 بهدف لإعادة تأهيل جدة التاريخية وتطوريها في المجالات العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والبيئية وتوفير احتياجاتها مع المرافق العامة والخدمات.
ودعم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مشروع لترميم 56 مبنى من مبانيها الآيلة للسقوط بمبلغ 50 مليون ريال من نفقته الخاصة، وفي العام 2021 أطلق ولي العهد مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية ضمن برنامج جدة التاريخية لتنمية المجال المعيشي للمنطقة وجعلها مقصداً للمشاريع الثقافية ولرواد الأعمال، وتعزيز تجربة الزوار.
وتأتي أهمية رعاية الدولة في إطار مساندة المشاريع التي من شأنها المحافظة على المكتسبات التاريخية والحضارية للمملكة، والحفاظ على مباني جدة التاريخية وإحيائها وتأهيلها وحمايتها من الانهيار في سبيل تحويلها للعالمية ودعم السياحة التاريخية في المملكة بما يتوافق مع رؤية 2030.