وصل فريق مفتشي الفيفا إلى شمال غرب المملكة لاستكشاف الأماكن المحتملة لإقامة مباريات كأس العالم 2034 التي فازت السعودية باستضافتها مؤخراً، لكن الزيارة لم تكن مهمة استطلاع تقليدية، حيث قاموا باستطلاع المنطقة بأكملها لقياس مدى قدرتها على استضافة الحشود الغفيرة من مشجعي كرة القدم، حيث ستمثل استضافة المونديال ذروة برنامج التحول السعودي الذي تبلور في رؤية 2030 لمصممها ومهندسها الفذ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.
نيوم عاصمة العالم المستقبلية للرياضة
وفي هذا الصدد، استعرضت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية العريقة إمكانات المملكة الجبارة التي تؤهلها لاستضافة هذا الحدث الكروي الضخم، من خلال مشروع محوري لتشييد منطقة رياضية رفيعة المستوى في الصحراء يبلغ طولها 105 أميال وعرضها 200 متر تستوعب 9 ملايين شخص في مدينة نيوم، التي ستحتوي على العديد من الملاعب المجهزة بأحدث التقنيات لاستقبال مباريات المونديال لتصبح نيوم من أهم الأماكن الرياضية على الكوكب.
ولفتت الصحيفة إلى أن التطورات المتوقعة في تكنولوجيا البناء، ستدفع الفيفا للتوقيع على عرض المملكة في نهاية عام 2024، حيث يعد اعتماده لنيوم ركيزة لاستضافة المونديال رهاناً على مشروع بنية تحتية غير مسبوق، حيث شهدت المدينة العملاقة منذ عام 2019 العديد من الأحداث الرياضية الدولية، منها البطولة الشاطئية الدولية لكرة القدم بمشاركة العديد من المنتخبات الدولية في نسخاتها الثلاث، فضلاً عن فعاليات الرياضات الجريئة كتسلق الصخور والطيران بالبدلة المجنحة والقفز من المرتفعات.
نجاحات متلاحقة لنيوم في استضافة البطولات الدولية
وأشادت بالطبيعة الساحرة التي تتمتع بها نيوم، الأمر الذي قد يجذب الملايين لزيارتها خصوصاً بعد نجاحها في استضافة المونديال، الأمر الذي يروج للسعودية كوجهة آمنة للسياح، حيث سيسمعون عن جمالها من أصدقائهم وأقاربهم الذين سيزورونها للمرة الأولى تشجيعاً لمنتخباتهم في كأس العالم المنتظرة، كما يبدو أن المملكة ستقوم بإحداث تغييرات في القوانين المتعلقة بالجماهير بعد هذا الانفتاح الكبير الذي تشهده في السنوات الأخيرة، وذلك لجذب شريحة عريضة من السياح لدعم القطاع الذي يعد ركيزة كبرى من الاقتصاد غير النفطي.
كما عرّجت على نجاحات نيوم المتلاحقة في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، مثل التزلج المائي اللوحي على شواطئ منطقة قيال البكر ومياهها الصافية، وبطولة الرجبي الشاطئية التي تم تحكيمها من قبل طاقم نسائي بالكامل، وتنس الشاطئ التي تنافس فيها رجال ونساء من المنطقة، فضلاً عن سباق رالي داكار السعودية 2021، لجميع الفئات، والذي بدأ من شواطئ البحر الأحمر حيث المناظر الطبيعية التي تتميز بها نيوم، وسلسلة سباقات "إكستريم إي" للسيارات الكهربائية رباعية الدفع.