تشهد سماء العالم العربي غداً (الأربعاء)، بعد منتصف الليل اقترانًا نادرًا بين كوكبي المشتري والمريخ، حيث سيفصل بينهما جزء صغير من الدرجة 0.3 بالأفق الشرقي ما يجعلهما يبدوان "ظاهريًا" متلامسين تقريباً في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة ولن تتكرر مرة أخرى حتى ديسمبر 2033.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أنه يمكن بواسطة العين المجردة رصد ومشاهدة الضوء الأبيض الساطع لكوكب المشتري مع لمعان المريخ الخافت والأكثر احمراراً، مشيراً إلى أنه يمكن بالمنظار رؤية أقمار المشتري الأربعة الكبيرة، حيث سيكون هذا الاقتران حدثاً رائعاً لأصحاب التلسكوبات والمصورين الفلكيين، فالثنائي سيكونان قريبين بما يكفي ليظهرا سوياً في مجال رؤية التلسكوب.
وقال أبو زاهرة: "الاقتران يحدث عندما تظهر كواكب قريبة من بعضها في السماء من منظورنا على الأرض، وعادة تختلف المسافة بين الأجسام أثناء الاقتران من 0.5 درجة إلى 9 درجات، وفي بعض الأحيان تقترب الكواكب بشكل أكبر - كما حدث في اقتران المشتري وزحل عام 2020 عندما فصل بينهما أقل من 0.1 درجة -، ويُطلق على مثل ذلك الحدث اسم "الاقتران العظيم" برغم ذلك سيكون اقتران المريخ والمشتري عرضاً رائعاً".
وأشار إلى أن المريخ والمشتري سيبدوان أقرب بكثير من بعضهما مقارنة بالأيام الماضية، إلا أنهما في الواقع تفصل بينهما مسافات شاسعة في الفضاء، فمدار المريخ أقرب إلى الشمس من مدار المشتري الذي يبعد 3.5 مرة تقريباً من الشمس، مبيناً أن الاقتراب بينهما ليس حقيقيًا فهو يحدث لأن الأرض والمريخ والمشتري مصطفة تقريباً في الفضاء وعلى نفس الجانب من النظام الشمسي.