close menu

"فنان العرب" من المسرح والإذاعة إلى "العالمية"

اعتبر فنان العرب محمد عبده، الأداء أمام الجمهور وعلى المسرح، هو الأقرب إلى قلبه من التسجيل في الاستوديو أو التلحين، قائلا: "نحن بدأنا من مسارح الشوارع، المسارح المفتوحة للناس مباشرةً".

كما كانت الإذاعة المحطة الأولى والأبرز في مسيرة محمد عبده الفنية من بعد المسرح، إذ التحق بالإذاعة السعودية منذ تأسيسها في بداية الستينيات، كما استحضر أكبر لحظة خوف في حياته عندما سمع صوته من الإذاعة، مبينا أنه مر بمرحلة من حزن وبكاء، فبعد أن سمع صوته يؤدي على أثير الإذاعة، أدرك أنه قد أصبح فنانًا بشكل رسمي واحترافي. أشعره ذلك أنه يواجه المجهول، وألقى عليه شعورًا كبيرًا بالمسؤولية.

محمد عبده: الإذاعة كانت بيتَ الفنان

وأشار في حوار مع "بيلبورد عربية"، إلى أن الإذاعة في تلك المرحلة من التاريخ، لم تكن محطة لبث الأغنيات فحسب، بل كانت بيتَ الفنان، وشركة الإنتاج، واستوديو التسجيل، ومنصة التوزيع والانتشار، مختصرةً كل هذه المهام بمصطلحاتها المعاصرة، كما ساهمت في دخول الموسيقى الشرقية إلى المملكة في بداية الستينيات، عبر استقدامها لفرقة موسيقية بعازفيها من بلاد الشام. فالألوان التراثية التقليدية التي عرفتها شبه الجزيرة العربية قبل ذلك كانت ألوان الإنشاد الجماعي المشتقّة من الشعر، ومنها ما نعرفه اليوم من ألوان بصيغتها العصرية كالشيلات.

واعترف ببطئه الشديد في الماضي بعمليات تسجيل أغانيه مرجعاً ذلك إلى عدم وجود التكنولوجيا حينها، لكنه عاد وتحدث مجدداً عن الذكاء الاصطناعي في الأغنية، قائلاً: "أنا من أنصار التقدم العلمي والعلم يجب عمومًا ألا يتوقف لكن أدوات الذكاء الاصطناعي خصوصاً في الألوان الشرقية ما زالت بعيدة عن الإتقان تحديداً الألوان التي يتطلب أداؤها الارتجال والإبداع".

فنان العرب: ما نراه اليوم  في المملكة هو اختزال للماضي

ولخص حالة الانفتاح الكبير للمملكة على صعيد النشاط الفني والموسيقي حالياً، بقوله "ما نراه اليوم هو اختزال للماضي كله فعرف المسؤولون عندنا متى يستخدمونه ومتى ينطلقون به، وهذه مرحلة حقيقةً ذكية جدًا بحيث نبدأ نحن من حيث انتهى الأخرون".

واسترجع ذكريات رحلته الفنية في مصر، والتي عمل فيها على مشروع فني متكامل سعودي، حيث كانت البداية في عام 1969 والتي استفاد فيها من الورش الموسيقية الموجودة بالقاهرة والتي كانت تبرز اللون الخليجي، لكنه استطاع إثبات نفسه بجدية كصاحب مشروع فني من خلال التعاون مع ملحنين مصريين بارزين مثل رياض السنباطي، والشاعر المصري الراحل عصمت الحبروك حيث صاغا سوياً أغنية رثاء لأم كلثوم بعنوان "بلبلي الصدّاح" تزامناً مع شيوع خبر وفاتها.

ووصف الجيل الصاعد من الموسيقيين بأنه "جيل محظوظ جداً" كون الطلب أصبح اليوم أكثر من العرض"، بالإضافة إلى وفرة المحطات ومنصات البث التي تسمح للموهبة بتقديم نفسها إلى الجمهور.

واعتبر في حديثه عن علاقة الجمهور بالفن، أن "الفنان اللي ما عنده جمهور ما عنده فن، يعني الجمهور مو غبي، لازم يفضل شيء ما في هذا الفنان"، لكنه يرى بالوقت نفسه أن الفنان مرحلتان هما مرحلة موهبة ومرحلة دراسة.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات