على طريق الملك فهد المؤدي إلى محافظة المخواة بمنطقة الباحة والقطاع التهامي، ومع حلول فصل الشتاء واعتدال الأجواء يستقبل الأهالي زوار المحافظة بنبتة الكادي العطرية التي يُضاف إليها العديد من النباتات مثل الريحان والبعيثران.
تشبه النخلة في شكلها الخارجي
وتشتهر مزارع ذي عين بالمخواة بزراعة نبتة الكادي التي تشبه النخلة في شكلها الخارجي، بينما أوراقها ضيقة تشبه سلة السيف، وتنمو في المناخ الدافئ، وتعيش ببطون الأودية والمرتفعات الجبلية، وتُعَدّ شاهدة على تعاقُب الأجيال التي زرعت هذه الأشجار منذ فترة طويلة، حتى ارتبطت بقصص وحكايات، منها أنها لا تُقطف إلا عند الفجر أو عند الغروب.
وتجذب شجرة الكادي برائحتها العطرية زوار قرية ذي عين التراثية بمنطقة الباحة، حيث حرص الأهالي على زراعتها منذ عشرات السنين، وأصبحت من الموارد الاقتصادية لدى المزارعين الذين أسهموا في زيادة انتشار هذه النبتة.
وأوضح المدير العامّ لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الباحة المهندس فهد الزهراني، أن شجرة الكادي كثيرة التفرع، يصل ارتفاعها لحوالي 6 أمتار، تخرج منها جذور هوائية متدلية، وتخرج أوراقها في مجموعات على قمة الأفرع، وهي جلدية سـميكة، ذات حافة مسننة تسنناً شوكياً، إضافة إلى النورة الزهرية التي تتكون من أغاريض محاطة بقنابات بيضاء لها رائحة زكية.
مساحة الكادي في منطقة الباحة تقدر بحوالي 5 هكتارات
وأفاد بأن مساحة الكادي في منطقة الباحة تقدر بحوالي 5 هكتارات، مؤكداً أن فرع الوزارة بمنطقة الباحة يدخل المحصول ضمن برنامج الدعم الريفي للصناعات التحولية للمزارعين والأسر المنتجة مثل الزيوت العطرية وكذلك بالمتابعة بتنفيذ الورش الحقلية والعملية للمزارعين في القرية التراثية قرية ذي عين وكذلك مشروع مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية حيث خُدِمَت مزارع الكادي من ضمن المشروع.
من جانبه قال عضو هيئة التراث العمراني وأحد أهالي قرية ذي عين التراثية، يحيى عارف العمري: إن شجرة الكادي رمز نباتي يفتخر بها أهالي قرية ذي عين وباتت تشكل مصدر دخل اقتصادي لكثير من المزارعين من أبناء القرية، مبيناً أن المزارعين يوجَدون بصفة يومية أمام مدخل القرية، وداخل مزارعها لبيع الكادي بصفته هُوِيّة للمكان إذ تبدع بعض الأسر في تسويق زهرة الكادي "عذق" من خلال تزيينه ببعض الخوصيات المطرزة بكتل ملونة من النسيج.