تتجلّى الفنون التقليديّة السعودية في رِحاب المحافل والمناسبات المحلية والدولية لِتُثبت بصمتها، وحضورها، وتأثيرها، وتُعمّق الصلة بين الماضي والحاضر في لحظات فريدة تَتَّسِم بالمُتعة والأصالة، ضمن الجهود التي تستهدف رفع مستوى الوعي بالفنون والحِرف التقليديّة في المملكة، ونشرها، والتعريف بها.
يتشكل جبل الفيل من تكوينات صخرية فريدة شكلتها العوامل الطبيعية
وبفعالية "سنا العُلا"، يُشارك المعهد للفنون التقليديّة ضمن مهرجان "شتاء طنطورة" المُقام في مدينة العُلا، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا التي يُقدم خلالها عروض ضوئية بصرية على جبل الفيل تتضمن تجسيد قصص الحِرف التقليديّة وتوارثها عبر الأجيال.
ويتشكل جبل الفيل من تكوينات صخرية فريدة شكلتها العوامل الطبيعية، حتى أصبح منحوتة صُنعت عبر التاريخ، في اندماج رائع تُظهر الفنون التقليديّة برفقة هذه الأعجوبة الجيولوجية، لتمنح الزوار لحظات استثنائية.
ويُعد المعهد الملكي للفنون التقليديّة جهة رائدة لإبراز الهوية الوطنية وإثراء الفنون التقليديّة السعوديّة، حيث يعمل على تمثيل ثقافة المملكة من خلال تعزيز الإرث الحضاري الغني والفريد للفنون التقليديّة والأعمال الفنية المرتبطة بها، والمحافظة على أصالتها، ودعم القدرات والمواهب الوطنية والممارسين لها، وتشجيع المهتمين بها على تعلمها وإتقانها وتطويرها.
وتضم "العُلا" معالم سياحية تاريخية لحضارات مختلفة من بينها موقع "الحِجر" الذي بنته إبداعات الحضارة النبطية، وسُجِّل كأول موقع تراث عالمي لليونسكو في المملكة، وكذلك"جبل عكمة" الذي يُصنف كأكبر المكتبات المفتوحة في الجزيرة العربية كونه يضم مئات النقوش الأثرية، إضافةً إلى "البلدة القديمة" التي كانت ملتقى قوافل الحجاج قديماً، والواحات الخضراء التي تضم مئات النخيل وأشجار الحمضيات المتنوعة.
ومن الأودية المشهورة في المحافظة "وادي عِشار" الذي يتميز بتضاريسه الجغرافية المذهلة، وتكويناته الصخرية التي شُيِّدَت في وسطها أفخم الفنادق الصحراوية، بالإضافة إلى قاعة "مرايا" الحائزة على جوائز عالمية، كأكبر مبنى مغطى بالمرايا العاكسة في العالم.
وتُولي المملكة القطاع السياحي عناية بالغة، حيث تعمل الهيئة الملكية لمحافظة العُلا على عددٍ من المشروعات التطويرية التي تعزز التنوع الاقتصادي، حيث تهدف "رؤية العُلا" التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لجعل العُلا أحد أهم المزارات السياحية على مستوى العالم.