عُرفت قلعة مارد، الواقعة على ارتفاع 600 متر في حي الدرع بدومة الجندل التابعة لمنطقة الجوف، باستعصائها على كل من حاول اقتحامها عبر الحقب التاريخية المختلفة. وقد ورد ذكر القلعة الأثرية التي يعود تاريخها إلى القرنين الأول والثاني الميلادي على لسان الملكة زنوبيا التي غزتها خلال الفترة (240-274م) حينما قالت عنها: "تمرد مارد وعزّ الأبلق"، فأصبحت مقولتها تتردد على الألسن على مدار التاريخ.
تُعد بين أبرز المواقع الأثرية في الجوف التي تشهد نقلة سياحية نوعية
ومن ارتفاعها الشاهق تطل القلعة على مدينة دومة الجندل، حيث تُعد من المواقع الأثرية والتاريخية البارزة في منطقة الجوف التي تشهد نقلة نوعية في المجال السياحي؛ نظراً لما تتمتع به من مقومات تاريخية وأثرية وطبيعية.
وتمتاز القلعة باتخاذها شكل الكتلة الصخرية التي تقوم عليها، وهي عبارة عن أبنية وقلاع وحصون وأربعة أبراج مخروطية الشكل تُستخدم للمراقبة. كما تحتوي على مبانٍ من أنماط عمرانية وحقب زمنية مختلفة بداية من الفترة النبطية مروراً بفترة ما بعد ظهور الإسلام حتى العصر الحديث.
ويتكون المبنى الرئيسي للقلعة من طابقين، السفلي مشيد من الحجارة، فيما تم بناء الطابق العلوي من الطين، ويحتوي على بئرَين وغرف للحرس والرماية والمراقبة. ومما يدل على عراقتها تلك الخزفيات النبطية والرومانية التي تعود للقرنين الأول والثاني الميلاديين التي تم اكتشاف وجودها خلال عمليات التنقيب والحفر سنة 1976؛ مما يدل على النهضة والازدهار اللذين شهدتهما القلعة ومواكبتها لحضارات وعهود متعددة.
جهود سعودية لتسليط الضوء على القلعة وتنشيط الجانب السياحي والترويجي
ومن أبرز المعالم الأثرية في القلعة مسجد عمر بن الخطاب "رضي الله عنه"، أحد أهم المساجد الأثرية في المملكة حيث تم تشييده عام 17 هـ، ويشتهر بمئذنته التي تُعد من أقدم المآذن في شبه الجزيرة العربية.
وخلال هذا العهد الزاهر الذي يتعاظم فيه الاهتمام بالسياحة، طافت شعلة دورة الألعاب السعودية 2023 بقلعة مارد في إطار جولتها الترويجية بمشاركة عدد من الرياضيين والمتطوعين والمتطوعات، وذلك لتسليط الضوء عليها والتعريف بالدور الذي لعبته على مدار تاريخها.