أطلقت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، بالتعاون مع نيوم، الأسبوع الماضي، مبادرة بحثية علمية فريدة من نوعها لإحياء الشعاب المرجانية بالمملكة، حيث تعد الأكبر من نوعها لإعادة إحياء الشعاب المرجانية وترميمها في العالم.
الشِعاب المُرجانية موطن لـ25% من الكائنات البحرية
"أخبار 24" انطلقت إلى جامعة "كاوست" ووقفت على معرض الحياة البحرية في الجامعة، حيث هنالك مختبر بحثي فريد يحوي داخله مشروع مماثل لمنشأة تربية الشعاب المرجانية قيد الإنشاء على ساحل نيوم.
وتزخر المياه الساحلية المُحيطة بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، بالشعاب المُرجانية وغابات المانغروف ومروج الأعشاب البحرية والطحالب الضخمة، ليستعين بها الخُبراء والعُلماء في تطوير طُرق جديدة للحفاظ على البيئات البحرية والساحلية.
وفي هذا السياق؛ أكدت المستشارة بمبادرة (كاوست) لإحياء الشِعاب المُرجانية، الدكتورة مرام عبادي، خلال حديثها لـ"أخبار24"، أن الشِعاب المرجانية ذات قيمة عالية جداً في استدامة التنوع الأحيائي، حيثُ إنها موطن لـ25% من الكائنات البحرية لذلك تم تسميتها بـ"الغابة المائية"، وعند خسارة هذه الغابة سنخسر جميع الكائنات الحية.
وتشير التقديرات بحسب الدكتورة مرام إلى أن 90% من الشِعاب المُرجانية حول العالم ستمر بحالة إجهاد وتدهور شديد تعرضها للموت بحلول 2050م، لذا لا بد من الحِفاظ عليها للأجيال القادمة، لذلك دعّمت القيادة الرشيدة إطلاق أكبر مُبادرة لإحياء الشعاب المرجانية بالعالم بالتعاون بين جامعة "كاوست" وشركة نيوم على سواحل نيوم شمالي المملكة تماشياً مع رؤية المملكة 2023م.
استزراع مليوني مُرجان بجزيرة شوشة بحلول 2030
وعوداً إلى مبادرة إحياء الشعاب المرجانية الفريدة عالمياً، توضح الدكتورة مرام عبادي، أن المبادرة تشمل الحضّانة المُرجانية البرية التنموية، وتقع بشاطئ حدّة في مدينة نيوم، وستكون الُقدرة الإنتاجية للمُبادرة 500 ألف مُرجان في السنة، وبحلول 2030م سيصل الاستزراع إلى مليوني مُرجان بجزيرة شوشة.
كما تتضمن المبادرة بحسب عبادي برنامجاً لتنمية المواهب الوطنية لاستدامة مُبادرة إحياء الشعاب المرجانية بالتعاون مع فريق الموارد البشرية بـ(كاوست)، لتصميم برنامج تدريبي لمدة عام كامل لتدريب الكوادر الوطنية في مجال الإحياء والاستزراع المُرجاني، لتزويدهم بالمعرفة النظرية والخبرة اللازمة في هذا المجال.
وتماشيًا مع رؤية السعودية 2030 وجهودها لتعزيز الحفاظ على البيئة البحرية، تستفيد هذه المبادرة الاستثنائية التي أطلقتها "كاوست" من الأبحاث الرائدة عالميًا في مجال النظم البيئية البحرية، وتُشكل منصة متميزة لتجربة طرق وآليات إحياء المرجان التي يتم ابتكارها في "كاوست".