لما للرياضة من دور هام في صحة الجسم وغذاء النفس، شارك أكثر من 400 متطوع من الجنسين بفعالية تضم رياضة المشي وتسلق الجبال، تنطلق من وادي لجب بجازان إلى غابات سيسد بالطائف عبر محطات رياضية في أحضان الطبيعة وروائح النباتات العطرية، وبإشراف من وزارة الموارد البشرية.
منطلقين من بين أشجار السدر والسمر والطلح وغيرها
وتحظى محافظة الطائف بتضاريس جغرافية متنوعة، مما يساعد أبناءها على التفاعل مع الرياضات المختلفة مثل المشي وتسلق الجبال، وذلك لموقعها الفريد بين الجبال والأودية، كما ألبستها الحضارة الطائفية القديمة والحديثة حُللا من البهاء والنقاء.
ويستنشق روّاد رياضة المشي أو التسلق (الهايكنج) ومحبو الطبيعة وعشاق قمم الجبال العالية الروائح العطرية، التي تتوق لها نفوسُهم، من النباتات البرية والأشجار الطبيعية، على جنبات طرق الطائف، يتنفسون هواءها العليل وتلذ أعينهم بألوان الأزهار والثمار، كما يرسمون بآثار أقدامهم على تلكم الصخور الجيولوجية المتنوعة والتكوينات الصخرية الفريدة.
وفي ذات السياق أطلق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر مبادرة "المشي في أحضان الطبيعة"، في 5 مواقع موزعة على 4 مناطق، ضمن فعاليات برنامج صيف السعودية 2024م، على مدار خمسة أيام، وتهدف لتعزيز المشاركة المجتمعية والمحافظة على البيئة واستدامتها.
وتبدأ رحلة المشاركين من متنزه وادي لجب الوطني بمنطقة جازان، ومتنزه الأمير سلطان الوطني بمنطقة عسير، ومتنزه القمم في منطقة الباحة، واختتمت في متنزه سيسد الوطني بمحافظة الطائف، حيث شملت عدة برامج تطوعية وتوعوية بيئية.
وسجل في الفعالية أكثر من 400 متطوع من أبناء وبنات الوطن، من خلال منصة التطوع التي تقع تحت إشراف وزارة الموارد البشرية، إضافة للعديد من الجهات الحكومية والخاصة والقطاع غير الربحي، وحضر انطلاق المسيرة جمع من المتطوعين ومحبي رياضة المشي؛ منطلقين من بين الأشجار وارفة الظلال كالسدر والسمر والطلح وغيرها، متوشحين بحقائب تضم شيئاً من المياه والطعام واللوازم الطبية الضرورية مرتدين الأحذية الخاصة بالمشي واللباس المناسب.
وتميزت المغامرة الجميلة والفريدة بالمشي صعوداً ونزولاً تارةً، والاستمتاع بمشاهدة المدرجات الزراعية والأشجار والثمار المتنوعة بين الرمان والعنب والخوخ والمشمش وغيرها، إضافة لبعض الفواكه الموسمية التي تشتهر بها أرض الطائف الخصبة؛ مما يأسر المشاهد لالتقاط الأنفاس وبعض الصور التذكارية، إذ تُطل أعين عدساتهم على فضاءات جميلة وأشجار متنوعة بين الصخور العملاقة التي يندفع من خلالها الهواء النقي والبارد.
كما يوفر المركز العديد من المجالات المختلفة للتطوع، وتتضمن أعمال تنظيف الأشجار وتقليمها في المتنزهات الوطنية، وحملات نظافة لمواقع الغطاء النباتي، إضافة للتوعية البيئية للمتنزهين أثناء قضاء أوقاتهم وزياراتهم لمواقع الغطاء النباتي، وتجنب السلوكيات الخاطئة؛ مما يعزز المشاركة المجتمعية، بالمحافظة على البيئة واستدامتها.
ويشار إلى أن المركز يعمل على تنمية مواقع الغطاء النباتي وحمايتها والرقابة عليها وتأهيل المتدهور منها، بما في ذلك إدارة أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، والكشف عن التعديات على الغطاء النباتي، ومكافحة الاحتطاب حول المملكة، إضافة للمحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع الأحيائي.