في رحلة عبر تاريخ العرب، نجد أن المهن التقليدية لعبت دورًا محوريًا في تشكيل هويتهم، من بين هذه المهن، يبرز الراعي والبحّار، كرمزين أصيلين للارتباط بالأرض والبحر، فقد كان الراعي، بحكم عمله في رعاية القطعان، يمثل صلة قوية بالطبيعة وحياة البادية، في حين كان البحار، أو الملّاح، هو الذي يعبر البحار المفتوحة من الحجاز إلى الهند والسند، موصلًا الثقافات والسلع عبر المحيطات.
في "أسبوع فن الرياض"، الذي اختتمت فعاليات النسخة الأولى منه في حي جاكس بالدرعية الأحد الماضي، عرضت الفنانة التشكيلية منى باشطح، وهي كذلك مديرة استديوهات فنية، لوحتين للراعي والبحار، وأوضحت لـ"أخبار 24" أنها اختارت هاتين المهنتين لتجسيدهما في أعمالها الفنية؛ نظراً لارتباطهما بحياة العرب قديماً على المستوى الاجتماعي والتجاري والسياسي.
وفي مصر، لم تكن المهن وحدها ما شكّل الحياة اليومية، بل كان الفلكلور الشعبي أيضًا جزءًا لا يتجزأ من هذه الثقافة. تقول الفنانة التشكيلية سارة سعد، في حديثها مع "أخبار 24" عن الفلكلور الشعبي، إن المصريين كانت لهم طقوس خاصة لحماية ممتلكاتهم وأشيائهم الثمينة من "العين"، باستخدام الدم والبصمات على جدران البيوت والممتلكات، هذه الطقوس تعكس اعتقادًا عميقًا في حماية كل ما يخصهم وترك بصمتهم على الأشياء التي تعنيهم.
تظل هذه الرموز الثقافية حية في ذاكرة الأجيال، تُنقل عبر الأوقات لتبقى جزءًا من هويتنا الجماعية، ففي كل قصة، هناك بصمة ترتبط بماضٍ عريق، وحين نعيد استحضار هذه الحكايات، ندرك كيف أن كل مهنة وكل طقس يحمل في طياته الكثير من العبر والدروس التي تظل محفورة في ذاكرتنا الجماعية.
