دشّن صندوق «الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة»، أمس، مشروعاً لإحدى مستفيداته، وهوعبارة عن مدينة لتنظيم الحفلات للأطفال والمراهقين، وإنتاج الهدايا والتحف التي يقدمونها لبعضهم في حفلاتهم. وأنجزت صاحبة المشروع الفتاة آلاء المد الله، العمل بمفردها، من دون الاستعانة بكادر وظيفي، لقدرتها على «الإبداع والإنجاز»، بحسب الأمين العام للصندوق حسن الجاسر، الذي دشن المشروع، بحضور مجموعة من رجال الأعمال في المنطقة الشرقية.
وأبدت المد الله، سعادتها بافتتاح المشروع. وقالت: «على رغم أنني خريجة هندسة، وتوفّرت لي فرص عمل. إلا إنني فضلّت خوض العمل التجاري، لما له من تأثير على عجلة التنمية الوطنية»، مضيفة «لم أشعر أن العمل اليدوي عيباً، أو يقلل من شأن من يعمل فيه، وأنا أعمل لوحدي، من دون كادر وظيفي، ولكن العمل الحرفي إنجاز وإبداع، إذ يبوح الإنسان بأفكاره، وتصاميمه الفريدة». وأضافت «أعمل على المشغولات اليدوية، سواءً في حفلات النجاح، أو المواليد، وغيرها. وتكون ذات طابع منفرد». وأردفت آلاء، «اخترت العمل في مجال المشغولات الحرفية، لنقص الإنتاج الوطني فيها، ونعاني من غياب هذه المنتجات، على الرغم من إقبال السياح عليها»، وتمنت إنشاء «سوق تراثي لمنتجات وطنية بأيدي سعودية في العاصمة المقدسة، لرفع قيمة هذا القطاع، بدعم من الهيئة العامة للسياحة والآثار».
وقال الجاسر، في تصريح صحافي: «إن التحاق الفتيات بالعمل الحرفي والمشغولات اليدوية، يرفع من قيمة واردات السوق المحلي، ويقلل من الطلب الخارجي، ويكون الاعتماد على الطلب المحلي»، لافتاً إلى أن آلاء المد الله «مهندسة ديكور وتصميم داخلي، والتحقت بالعمل الحرفي باعتباره مساراً تجارياً، يُسهم في فتح آفاق جديدة للاستثمار».
بدورها، أوضحت نائبة الأمين العام هناء الزهير، أن «فكرة آلاء نابعة من تنظيم الحفلات، إلا أنها ذات طابع مختلف، فهي متخصصة في فئة عمرية معينة. ولكنها لاقت استحساناً من قبل المجتمع، إذ تقوم بعمل مشغولات يدوية ذات تصاميم فريدة، مستفيدة من كونها مهندسة ديكور، لذا أبدعت في هذا المجال، وحققت نسبة تسويق عالية، في فترة زمنية قصيرة، ما يدل على حاجة المجتمع إلى العمل الحرفي المهني، بشكل مختلف كلياً عن منتجات الأسواق المتشابهة، فالعمل التي تقوم به حرفي، وقائم على مهارات يدوية متمرّسة». وأضافت الزهير، أن «المجتمع بحاجة إلى دفع الفتيات إلى سوق العمل الحرفي المهني، وإقناعهن بأن العمل اليدوي يحقق سلسلة استثمارات ناجحة، قادرة على تحقيق متطلبات السوق المحلي والعالمي»، لافتة إلى أن «واردات المملكة من الصناعات اليدوية والحرفية تقدر بنحو 1.5 بليون ريال سنوياً، بحسب ما أعلنته أخيراً، الهيئة العامة للسياحة والآثار، بسبب غياب العمل التجاري المهني ذي الطابع الحرفي»، وأضافت «يسعى الصندوق، من خلال حاضنات الأعمال، إلى تكريس جهوده في هذا المجال، لخلق بيئة استثمارية تتناسب مع حاجة المجتمع، من خلال التركيز على المشاريع الحرفية والمشغولات اليدوية».