قال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي بن صالح البراك، في تصريحاتٍ خاصة بـ«الشرق»، إن تعديلاً من المتوقع أن تُجريه إحدى الجهات التشريعية العُليا، سيقضي بتفعيل شرائح بطاقات مُسبقة الدفع لتوفير التيار الكهربائي في المنازل بشكلٍ مُقنن ومُحدد، يُنتظر أن يُقر في وقتٍ قريب. وتحدث المهندس البراك عن مزايا البطاقات المسبقة الدفع، حيث ستكفل توفير الطاقة الكهربائية مُقابل مبالغ مالية مُعينة ومُحددة، يتم دفعها من العميل مقابل حصوله على طاقةٍ كهربائية، وتتوفر في الأسواق، بالإضافة إلى فروع الشركة في مناطق المملكة ومحافظاتها. وقال: «نعمل حالياً مع إحدى الجهات التشريعية على تعديل تلك الشرائح أو البطاقات، كون التي جاءت في الخطط المُعدة لهذا المشروع كانت قرابة عشرة تصورات – أي تصورات كمية الطاقة الموفرة في تلك الشرائح – ونحن نرغب أن تكون أربع أو خمس شرائح بقيم وكمية طاقة مُعينة، لذلك نبحث حالياً عن شركة توفر لنا عدادات كهرباء بهذه الميزة، من حيث استيعابها تلك البطاقات وتوليفها على أقدار الطاقة التي نرغب أن تحتويها». وجزم المهندس البراك أن تُسهم تلك البطاقات أو الشرائح مسبقة الدفع في خدمة بعض المناطق النائية أو البعيدة، بالإضافة إلى الشقق السكنية ذات الاستهلاك المحدد نوعاً ما. إلى ذلك، حمّل البراك المواطنين مسؤولية التخفيف من زيادة الأحمال خلال فترة الصيف، وخصوصاً في وقت الذروة، وقال إن هذا يُسبب إرهاقاً للشركة نظرا لزيادة الطلب على الطاقة وعلى الأحمال الكهربائية، مما يؤدي غالباً لانقطاع التيار الكهربائي عن بعض المدن أو المحافظات في المملكة. وقال «يجب أن يدرك المواطن هذا الأمر ويتحمل مسؤوليته، فلا داعي لاستهلاك الكهرباء، وهو ليس بحاجة إليها، خصوصاً في وقت الذروة، ولا سيما أن هذا العام، سيتزامن فيه عشرون يوماً من شهر رمضان المبارك مع شهر أغسطس، يسبقها عشرة أيام من يوليو، وهما الشهران اللذان يزداد خلالهما الطلب على الكهرباء، لارتفاع درجات الحرارة على غير الأشهر الأخرى». وتأتي تصريحات المهندس البراك لـ«الشرق» في غضون تحذيرات أطلقها بعض المهتمين في المناخ، من ملامسة مؤشر درجة الحرارة خلال الصيف الجاري لمستوياتٍ ربما تكون غير مسبوقة، وهو ما يُنبئُ بصيفٍ يتجاوز وصف «الساخن». وقال الرئيس التنفيذي للكهرباء إن شركته تواجه تلك التحذيرات في توسع المرافق، وتعزيز الشبكات بإمكانات أكبر قدر من الطاقة الكهربائية، لمواجهة ما يُعرف في لغة فنيي الكهرباء والطاقة بـ»زيادة الطلب أو زيادة الأحمال»، على رغم إقرار الرجل بتزايد تلك الأحمال خلال هذه الأيام بشكل متلاحق ومتزايد. وتواجه الشركة السعودية للكهرباء طبقاً لرئيسها، نقص الإمداد الكهربائي بزيادة المشاريع، واستدل بدخول قرابة 2000 ميغاوات قبل دخول موسم الصيف الحالي للخدمة، ومن هذا المنطلق «نتطلع أن يكون هذا الصيف أخف حدةً من الصيف الماضي من حيث الإشكالات». ومضى المهندس البراك يقول «نحن نعترف بوجود مشاكل في التوزيع أحياناً، أما التوليد والضغط المحيط به فمقدور عليه، الشركة تبني وتتوسع في مرافقها في عموم مناطق المملكة ومحافظاتها، وهناك في هذا الصدد محطات يتم إضافتها للمحطات العاملة، لتعزيز الشبكات بإمكانات كبيرة، لنواجه عبرها زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية، التي يُحتمها التوسع في البناء، الملموس والملحوظ في كل مناطق البلاد، وهو ما يُضيف عبئاً على الشركة، ولدى الشركة خطةً لمواجهة تلك الأحمال تتمحور حول دخول تلك المحطات التي أشرت إليها». وأقرّ المهندس بانقطاعاتٍ قد تشهدها بعض المناطق والمحافظات وصفها بـ«العرضية»، التي يأتي سببها في المجمل أو في الغالب جراء تعطل مولداتٍ ما، نتيجة أمورٍ خارجة عن الإرادة، لكنه يتم السيطرة عليها بجهد عاملي الشركة الميدانيين. وتشهد البعض من محافظات المملكة انقطاعاتٍ للتيار الكهربائي في أوقاتٍ مُتفاوتة، وهو ما قاد البعض للتذمر وتحميل الشركة المسؤولية التامة عن هذا الانقطاع في هذا الوقت من السنة، الذي يعتبر الأكثر طلباً على الكهرباء بين فصول السنة الأخرى.