أغلقت المديرية العامة للدفاع المدني في جدة خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 50 استراحة، على خلفية انعدام شروط السلامة بها، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات حالات الغرق في أحواض السباحة التابعة لها.
وكشف اللواء عبد الله الجداوي مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، عن زيادة حوادث غرق الأطفال في أحواض السباحة خلال مواسم الأعياد بنسبة 200 في المائة مقارنة بتلك التي يتم تسجيلها خلال الأيام العادية. وقال الجداوي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «قد لا تتجاوز حالات الغرق في مسابح الاستراحات الحالتين شهريا خلال الأيام العادية، غير أنها تتراوح ما بين حالتين وثلاث حالات يوميا في مواسم الأعياد»، واصفا الأطفال في هذه الفترة بـ«ضحايا الإجازات».
وأشار مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة إلى أنه تم وضع تنظيم مستقل للاستراحات، وذلك من خلال تشكيل لجان بمشاركة جهات أمنية ورقابية، ولا سيما أن إشكالياتها لا تقتصر على حالات الغرق فقط، وإنما تصاحبها إشكاليات أمنية متعددة، بحسب قوله. ولفت اللواء عبد الله الجداوي إلى وجود عدد من المخاوف التي تتم مراعاتها سنويا في مواسم الأعياد، تتضمن التركيز على المدن الترفيهية والألعاب لتفادي وقوع أي حوادث بها، إلى جانب الخوف من الاستخدام العشوائي للألعاب النارية، وحالات الغرق في الاستراحات. يأتي ذلك في وقت بدأت فيه الجهات الأمنية مراقبة نحو 25 موقعا بمدينة جدة والإشراف عليها؛ كونها ستشهد فعاليات متنوعة خلال أيام عيد الفطر، من ضمنها 10 مواقع تابعة لأمانة محافظة جدة. وهنا علق مدير إدارة الدفاع المدني في جدة قائلا: «تتمثل المواقع التابعة لأمانة جدة في ساحات داخل الأحياء السكنية يتم نصب خيام بها من أجل تجهيزها لاحتفاليات العيد، فضلا عن المواقع الثابتة الخاضعة أيضا للإشراف والمراقبة والمتابعة قبل وأثناء انطلاق فعالياتها، والمتضمنة المراكز والمجمعات التجارية ومدن الألعاب الترفيهية».
وأكد الجداوي وجود تنسيق بين كل الجهات المعنية بفعاليات العيد، وذلك ضمن لجنة مكونة من محافظة جدة وتشترك فيها تلك الجهات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن كل مواقع الاحتفالات معروفة بالنسبة لهذه الجهات باعتبارها وضعت ملاحظاتها وشروطها عليها منذ وقت سابق. وفي سؤال حول أكثر المخالفات انتشارا بين هذه المواقع بشكل سنوي، أفاد مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة بأن المدن الترفيهية تعد الأكثر مخالفة من حيث عدم توفر أدوات السلامة بها، مبينا أن هذه المواقع يتم الكشف عليها طيلة شهر رمضان لمحاولة معالجة أي خلل فيها.
واستطرد الجداوي بالقول: «هناك من يتوسط لتشغيل الألعاب وغض البصر عن تأجيل توفر كل أمور السلامة من أحزمة أمان وغيرها، إلا أننا نرفض تماما ذلك، خصوصا أننا نطلب من الملاك تقارير كاملة عن الصيانة والتأكد من مدى توفرها على أرض الواقع».
وشدد اللواء عبد الله الجداوي على «ضرورة تعاون أولياء الأمور باعتبارهم الأكثر حضورا في المدن الترفيهية، وذلك من خلال الإبلاغ عن أي ملاحظة يرونها دون الانتظار لحين وقوع الحادثة والإدلاء بإفاداتهم». وبين مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة أنه بالإضافة إلى مواقع الدفاع المدني الثابتة، فإن هناك نحو 16 فرقة إطفاء وإنقاذ متحركة إضافية، فضلا عن 40 دورية سلامة تابعة للدفاع المدني تشرف على مواقع الاحتفاليات طيلة أيام عيد الفطر. وزاد الجداوي: «قد نواجه أحيانا صعوبات في التنقل على خلفية الازدحام المروري، غير أن ذلك لا يؤثر كثيرا على سير العمل»، لافتا إلى أن خطط الدفاع المدني خلال مواسم الأعياد لم تشهد تغييرات جوهرية، وإنما مجرد تعديلات بسيطة بحسب أوضاع مدينة جدة المتضمنة المشاريع التي تشهدها.