أبرمت فرق الدرجة الممتازة المشاركة في منافسات دوري زين للمحترفين ما يقارب ستين صفقة وتعتبر هي الأكثر في سوق الانتقالات المحلية منذ سنوات ورغم هذا الكم الهائل من الصفقات المحلية التي أبرمتها الفرق فقد غابت عنها ما يعرف بصفقات العيار الثقيل . وقدرت المبالغ التي كشفت عنها الأندية للصفقات المحلية بما يزيد على 70,000,000 مليون ريال بخلاف الصفقات الأخرى التي لم يتم الكشف عن أسعارها حيث تخص هذه المبالغ فقط انتقال 13 لاعبا منهم لاعبان بنظام الإعارة وأحد عشر لاعبا بنظام الانتقال النهائي وبعقد رسمي فيما لم تكشف الأندية عن أسعار ما يقارب 47 لاعبا انتقلوا من أنديتهم إلى أندية أخرى معظمهم بنظام الانتقال النهائي بعقود رسمية . وكشفت بعض المصادر المختصة بأن عقود اللاعبين الذين لم يتم الكشف عن أسعار عقودهم ربما تزيد على 100,000000 ريال .


وركزت الفرق خلال صفقاتها المحلية على ترميم خطوط الدفاع على وجه التحديد حيث بلغ عدد المدافعين الذين تركوا أنديتهم وخطفتهم أندية أخرى بـ 22 لاعبا ويعتبر لاعب فريق الرائد المنتقل للهلال يحي المسلم أغلاهم ثمنا حيث كلف الخزينة الهلالية ما يزيد على 11.000,000 ريال مقابل 7,500,000 لانتقال ياسر الشهراني لنفس النادي ولكن بنظام الإعارة لموسم واحد فقط المنتهي بالانتقال النهائي . وتم انتقال 19 لاعبا يلعبون في مراكز وسط الملعب ويعتبر لاعب الاتفاق يحي عتين حكمي المنتقل للنادي الأهلي أغلاهم ثمنا حيث انتقل هذا اللاعب بنظام الإعارة لموسم واحد فقط بـ 5,000,000 ريال فيما بلعت صفقة انتقال لاعب نجران عوض خميس لنادي النصر 8,000,000 ريال ولكن بعقد نهائي لمدة خمس سنوات فيما كلف انتقال عبده عطيف من الاتحاد للنصر 3,500,000 ريال للموسم الواحد . وبلغ عدد اللاعبين المهاجمين المنتقلين في الفترة الصيفية الحالية 13 لاعبا ويعتبر عيسى المحياني المنتقل من الهلال للأهلي أغلاهم ثمنا حيث كلفت الصفقة الخزينة الأهلاوية ما يقارب الـ 8,000,000 ريال . ويعتبر انتقال عبد المجيد الرويلي من الرائد للشباب بعقد يمتد لثلاث سنوات بـ 4,000,000 ملايين ريال من الصفقات المهمة لنادي الشباب خاصة وأن اللاعب صغير في السن وظهر مع المنتخب بمستوى غير عادي .


وبحصر مختصر للاعبين المحليين الذي انتقلوا من أندية في الفترة الصيفية الحالية نجد أن فريق نجران تعاقد مع أحد عشر لاعبا وهو أكثر الأندية في عدد الصفقات المحلية واللاعبون الذين تعاقد معهم نجران هم مدرك نتاش , امجد بليه , محمد عطية , صاحب العبد الله , محمود معاذ , حسن الراهب , محمد جعفر , مازن المولد , فيصل معوضه , ياسر السديري , أحمد الحبيب , عيسى الرويشد في حين تعاقد الشعلة مع تسعة لاعبين وهم مشعل المطيري , وصل الذويبي , سعيد الحربي , مشعل الموري , احمد الزعاق , يحيي كعبي , أحمد سعد , عبد العزيز عبد السلام , تركي الثقفي , عبد الاله هوساوي , فهد المنيف , رضوان الموسى , جابر حقوي وأبرم التعاون ست صفقات محلية مع اللاعبين خضر الزهراني , وليد الطايع , عبد العزيز فلاته , عبد العزيز الحسين , باسم الشريف , فيصل المرقب , أحمد مفلح , علاء ريشاني , منير الحربي وعقدت أندية النصر والاتفاق وهجر والفيصلي ونجران والاتحاد خمس صفقات محلية حيث تعاقد النصر مع عبده عطيف , عوض خميس , إبراهيم الزبيدي , جمعان الدوسري , بدر الدعيع وتعاقد الاتفاق مع عبد الله الدوسري , خالد حامضي , عبد الله السالم , ماجد العمري , محمد الفرج وتعاقد هجر مع منصور النجعي , فيصل الجمعان , محمد الشهراني , عبده حكمي , حسين النجعي وتعاقد الفيصلي مع سلطان الدوسري , عواد العنزي , محمد سالم , سلطان النمري , موسى الشمري وتعاقد الاتحاد مع خمسة لاعبين وهم عبد المطلب الطريدي , هاني الناهض , سلمان صبياني , علي خرمي , شافي الدوسري وتعاقد الأهلي والفتح والشباب والوحدة مع ثلاثة لاعبين فقط حيث استقطب الأهلي بدر الخميس , عيسى المحياني , يحيى عتين حكمي واستقطب الفتح مبارك الخضري , عدنان فلاته , عبد الله القرني وتعاقد الشباب مع عبد المجيد الرويلي , فهد الدوسري , سياف البيشي وجلب الوحدة سامي عبد الغني , أحمد السلمي , عباس الشنقيطي فيما استقطب الهلال لاعبين فقط هما ياسر الشهراني ويحيي المسلم .


أستاذ علم النفس الرياضي واللاعب الدولي السابق الدكتور صلاح السقا يرى أنه ليس هناك معايير لتقييم اللاعبين وقال ليس هناك معايير لتقييم اللاعبين المحليين وحتى الأجانب لكن أنديتنا تقيمهم بالعرض والطلب وقاعدتهم الجماهيرية وهنا يحدث التنافس بين الأندية التي ولا تنظر لمردود اللاعب استثمارياً لكونها ليست هيئات استثمارية حتى الآن وكل ما يحصل في أنديتنا لا يخرج عن كونه مغالاة وارتفاع أسعار لمجرد حرمان النادي الآخر من استقطاب اللاعب ولمجرد أن الجماهير تتمنى هذا اللاعب في فريقها فترضخ الأندية لمطالبات الجماهير دون معايير ودون أن تتساءل عن الفائدة التي ستجنيها من هذا اللاعب أو ذاك وخاصة من الناحية الاستثمارية . وحذر الدكتور السقا من اصطدام الأندية يوماً بعدم قدرتها على تجديد عقود لاعبيها لأن اللاعبين بدؤوا في الآونة الأخيرة يطالبون أنديتهم بمبالغ خيالية مقابل التجديد والسبب الرئيسي هم رؤساء الأندية أو مسيروها الذين حولوا الأمر لظاهرة خطيرة جداً تؤثر على أداء اللاعب وتحمله أعباء ثقيلة بسبب ارتفاع سعره وتجعله مطالباً من قبل الجماهير بجهود لا يستطيع تقديمها وقد نخسر هذا اللاعب لارتفاع سعره على الرغم من أنه جيد فنيا وهذا ليس من مصلحة المنتخبات السعودية وهنا تكمن الخطورة فالأندية تبحث عن ممول للصفقة دون الرجوع للفكر التطويري ومن يكسب هو من يمتلك التمويل ويستطيع استقطاب لاعبين ويبقي على نجومه داخل أسواره
وأضاف الدكتور السقا أن وكلاء اللاعبين يلعبون دوراً مهماً في ارتفاع سعر اللاعب للحصول على نسبة أكبر وهم يحرصون فقط على نسبتهم دون التركيز على ملف اللاعب وأخلاقياته وسنه وعدد مبارياته والبطاقات التي نالها إلى آخره . واسترسل الدكتور السقا بقوله نسمع عن مبالغ خيالية تدفعها الأندية الأوروبية لكنها تركز في هذه الانتقالات على اللاعب وعلى كونه استثماراً حتى خارج الملعب فتحسب الإعلانات ومردود التذاكر وزيادة مبيعات شعارات النادي وقمصانه وتهافت شركات الإعلانات عليه وهنا يكون اللاعب قد استثمر فنياً داخل الملعب وخارجه وهذا مفقود لدينا لكون أنديتنا لا تعمل بنظام الخصخصة . وطالب الدكتور السقا الأندية بأن تراعي قبل التعاقد مع اللاعب بمبالغ باهظة جميع الأمور الفنية والاستثمارية وعدم النظر لكسب اللاعب من النادي المنافس أو إرضاء الجماهير لأنها مقبلة على استثمار وخصخصة وارتفاع أسعار اللاعبين دون فائدة لن يخدمها بل قد يرهق ميزانياتها ولا بد لرؤساء الأندية من تصحيح سوق انتقالات اللاعبين وعدم المزايدة فيما بينهم وأن يكون هناك اتفاق بين الأندية بعدم الدخول في أي صفقة إلا بعد التأكد أن النادي الآخر فشل في مفاوضاته لأجلها وهنا يأتي دور الفكر الرياضي .


الناقد والمحلل الرياضي الخبير الدكتور مدني رحيمي قال عن صفقات الصيف إن انتقالات اللاعبين السعوديين بين الأندية المحليــــة للأسف لا تخضع لمقاييـــس محـددة ففي أوروبا مثلاً يدفعون مبالغ لاستقطاب اللاعبين من قبل الشركات الراعية ومن خزينة النادي ويتم ذلك باختيار دقيق ومدروس وبعناية فائقة لذلك هناك محاسبة دقيقة مع الحرص على عدم الدخول في مزايدات وفق اتفاقات مقننة وأضاف الدكتور مدني بقوله يبدو الأمر مختلفاً لدينا حيث تدخل أنديتنا في مزايدات وكل منها يحرص على التأكيد أنه سيكسب التحدي بالدفع أكثر وهذه كارثة وفي النهاية تأتي التصريحات بخلو خزينة النادي من السيولة المالية نتيجة المزايدات والمكابرة وهناك لاعبون دفعت لهم مبالغ أكثر مما يستحقون بسبب المزايدات وهذا يدل على عدم وجود فكر وأن الموجود ليس سوى هدر للمال دون أن يكون هناك بعد نظر من قبل من يبرمون صفقات الانتقال الذين هم في الغالب من غير المؤهلين وممن لم يمارسوا كرة القدم لأن أغلب العاملين في الأندية لا يعملون باحترافية ومهنية واقتحموا عالم الرياضة من أجل الشهرة فقط ولا يهم فكره أو ثقافته الرياضية وهذا ما صنعته المزايدات لأن الفكر السائد مادي ولغة التحدي هي السائدة والنتيجة فشل الصفقات وإهدار الأموال .