لجأت ربة المنزل نوير العنزي إلى تشغيل سائقها في تنظيف المطبخ يوميا بعد صلاة التروايح، وذلك حلا لمشكلة عدم وجود خادمات، حيث لا تجد "حسب قولها" حرجا في زيادة راتب العامل 500 ريال مقابل غسل الصحون، وتنظيف المطبخ، وترتيبه في شهر رمضان فقط.
وتضيف نوير "محاولة مني لحل المشكلة، لجأت لعاملة من الجنسية الأفريقية، وخاطرت بتشغيلها في منزلي رغم أنها مخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، ولكن لم تنجح التجربة، وذلك لكثرة طلباتها، وإضرابها المستمر، وتهديدها المتكرر بترك العمل، لذلك استعنت بالسائق الذي تحت كفالتنا، ونجحت التجربة، فهو قادر على الخدمة، ويستطيع الدخول للمطبخ من باب الفناء، والبدء في عمله، والمغادرة بعد الانتهاء، ولا يستغرق أحيانا ذلك ساعتين، لكنه يخفف بذلك عني عبء أعمال المنزل".
وهكذا كان على بعض العائلات البحث بأنفسهم عن حل لمعضلة عدم وجود "الخادمة"، بعد تفاقم هذه المشكلة في الفترة الأخيرة، خاصة في رمضان، حيث تكون ربات البيوت في أمس الحاجة إلى من يقوم بأعباء المنزل من تنظيف وغسيل وخلافه، وربما كان أكثر ما عكر على العائلات السعودية صفوها هذا العام غياب الخادمة في المطبخ لأول مرة في شهر رمضان، بعد أكثر من 15 عاما.
ورغم ما لجأ إليه بعض السيدات في ابتكار عدد من الحلول، وجلب عدد من الجنسيات من الخادمات، ومخالفة الأنظمة في بعض الأوقات بجلب عاملات مخالفات للعمل في المنزل، إلا أن المشكلة ظلت متفاقمة.
ولكن بعض العائلات السعودية توصلت إلى حل مؤقت للمشكلة، وذلك بالاتفاق مع "السائق" ليحل محل "الخادمة" في غسل الصحون، والتنظيف في فترة المساء بعد عملية الطبخ، والعمل المستمر طيلة النهار.
وبالرغم من معارضة البعض فكرة تشغيل السائق في تنظيف المطبخ، إلا أن بعض العائلات التي تمتلك مطبخا يشرع بابه على الفناء وآخر للمنزل لا تجد حرجا في مثل هذه الظروف من زيادة راتب السائق، وتشغيله في تنظيف المطبخ، بعد أخذ الموافقة منه طبعا.
من جهته أوضح مدير مكتب النور للخدمات العامة والاستقدام بالمدينة وليد العمري أن "الطلب على الخادمات ارتفع معدله في شهر رمضان بصورة واضحة، وفاق المعقول، وبما أننا لا نستطيع إيجاد حل لكثرة الطلبات، فقد لجأ البعض إلى البحث عن حلول بديلة، وإذا كان هناك من يستغني عن خادمته في الأشهر العادية، فإنه سرعان ما يطلبها بأي ثمن لتحل خادمة في المنزل في رمضان، وذلك لأن الأسر تكون في هذا الشهر في أمس الحاجة إلى وجود الخادمة.
وأضاف العمري أن "بعض العائلات العاملات في قصور الأفراح والمشاغل النسائية يعملن في البيوت بنظام الساعة، وتحصل العاملة على ما يقرب من 50 ريالا عن الساعة في المنزل، لكن قليلا ما تلتزم الخادمة بالحضور للمنزل، فيما يلجأ بعض المواطنين في شهر رمضان إلى حل جديد، وهو الاستعانة بالعامل أو السائق لمساعدته في أعمال المنزل، وتنفيذ بعض الأعمال وخاصة وقت المناسبات والاحتفالات.
من جهته قال مصدر في وزارة العمل لـ"الوطن" إن "تشغيل السائق في المطبخ لا ينطوي على مخالفة، طالما كان العامل يعمل تحت كفالة مكفوله، وفي منزله، وغير مخالف، وهو أيضا اتفاق يجري بين العامل وكفيله لإجراء عمل معين"، مشيرا إلى أن تشغيل العمالة ممن هم تحت الكفالة أفضل بكثير من الاستعانة بالمخالفات وإدخالهن إلى المنزل، ومخالفة توجيهات الوزارة والنظام بإشغال مخالفي نظام العمل والإقامة.