رغم أن الألعاب النارية قنابل موقوتة تسبب الضرر للأطفال وتصيبهم بالحروق والعاهات المستديمة، غير أن بعض الأسر تخضع لرغبات أطفالها وتشتري لهم الطراطيع والتي تكون وبالا عليهم وربما تغتال فرحة العيد لديهم دون سابق إنذار.

يشار إلى أنه قبل أيام قليلة من قدوم عيد الفطر أحبطت دوريات حرس الحدود بقطاع الدائر في منطقة جازان العديد من المهربات أثناء أدائها مهامها الأمنية المعتادة، ومن بين المهربات 343 كيلو جراما من الألعاب النارية إضافة إلى المضبوطات الأخرى، وفي مطلع شهر رمضان أيضا، أحبطت دوريات حرس الحدود بمنطقة جازان العديد من المهربات، من بينها 6165 كيلو جراما ألعابا نارية.

وحذر الدكتور عواجي النعمي مساعد مدير الشؤون الصحية في منطقة جازان، أولياء الأمور من إتاحة المجال للأطفال للعب بالطراطيع لخطورتها على العين، مبينا أن تلك الألعاب التي تنتشر في الأسواق مع القرب من مناسبة العيد، تسبب الكثير من الأذى للعين كما تسبب درجات متفاوتة من نقص النظر وربما أدت في كثير من الأحيان إلى العمى، لأن العين هي العضو الحساس الوحيد في الجسم والمعرض للمؤثرات الخارجية وتأتي هذه الإصابات لأسباب عدة، منها الإصابة الميكانيكية المباشرة التي تؤدي أحيانا إلى تمزق مقلة العين بسبب السرعة الهائلة لهذه المواد، ومنها التأثير الحراري للألعاب النارية أيضا التأثير الكيميائي بسبب وجود مادة البارود التي تسبب حروقا كيميائية للعين وبقية الجسد وخصوصا المكشوف منها.

وقال مهند عمر بائع ألعاب نارية، إنهم يشترونها من دول الجوار ويتم نقلها إلى جازان وبعض القرى والمحافظات، ونشتريها بأسعار معقولة جدا ورخيصة من الخوبة والطوال، وأنا أعتبرها باب رزق، وعن متابعة الأجهزة الأمنية لمثل هذه الألعاب يقول نتعرض لمداهمات ويتم مصادرة ما نملك ولكننا سرعان ما نعود من جديد لشرائها وبيعها مرة أخرى وهكذا.

من جهته أوضح محمد الحكمي أحد باعة الألعاب النارية في مدينة جازان، أنه يشتري الألعاب بكميات كبيرة من الموزع ويبيعها بالمفرق، وإن معظم زبائنه من الأطفال والمراهقين وكذلك الآباء أيضا، وعن أنواع الألعاب التي يبيعها ذكر أنها تتدرج ما بين ألعاب قوية فتاكة تشبه التي تستخدم في الاحتفالات الكبيرة والمهرجانات وتتراوح أسعارها ما بين 35 ــ 120 ريالا، وأخرى صغيرة التي تبلغ قيمتها خمسة ريالات، وعن وعيه بأضرارها ومخاطرها قال أنا أتعامل مع الألعاب النارية بحذر ولم أصب بأذى ولله الحمد ولكن كثيرين تعرضوا للأذى ومنهم من فقد إحدى عينيه ومنهم من فقد يده أو إحدى أصابعه أو تشوه وجهه بهذه الألعاب ولكن في معظم الأحيان تمر بسلام ولله الحمد، وهي فترة موسمية تقتصر على الأعياد والمناسبات ومن ثم تختفي ولا يمكن الحصول عليها أو شراؤها إلا نادرا.

وجدد مدير إدارة الدفاع المدني بجازان اللواء حسن علي القفيلي تحذيراته من الانجراف خلف رغبات الأطفال خلال هذه الأيام باقتناء الألعاب النارية، حيث يكثر بيع وشراء هذه الألعاب التي تشكل خطرا حقيقيا يهدد سلامة أرواح مستخدميها خاصة من الأطفال، فهي قد تلحق أضرارا جسيمة بهم مثل الحروق والتشوهات في مواقع مختلفة من الجسم وذلك لأن الأطفال لا يدركون الأضرار والمخاطر التي قد تسببها هذه الألعاب وحجم الضرر الذي قد يلحق بهم .

الناطق الإعلامي بحرس حدود جازان العقيد عبدالله محمد محفوظ أشار إلى أن رجال حرس الحدود عيون ساهرة لا تغفل لحظة واحدة عن حفظ أمن الحدود برا وبحرا، وأن تلك الإحصائيات نتيجة لتلك الجهود التي بذلت خلال الشهر الماضي ليلا ونهارا، مشيرا إلى أن رجال حرس الحدود المخلصين يقفون في وجه كل من يحاول أن يخترق حدود مملكتنا الغالية، من ضعاف النفوس من المهربين والمتسللين وعدم تمكينهم من تنفيذ مآربهم.