اضطرت حديقة الحيوانات في مدينة كولون، بولاية الراين الشمالي – ويستفاليا بغرب ألمانيا، إلى إلغاء صفحتها على«فيس بوك» بعدما تلقى مديرها تهديدات بالقتل عبر هذه الصفحة.
جاءت التهديدات بالقتل إلى مدير الحديقة تيو باغل بعدما كشف للصحافة أنه اضطر إلى قتل النمر السيبيري «آلتاي»، في محاولة فاشلة لإنقاذ حياة المرأة المشرفة على رعايته. وأوضح أن قتل النمر كان محاولة أخيرة للتدخل، في آخر لحظة، بأمل انتشال المرأة من القفص قبل أن تموت بين مخالبه وأنيابه. كانت الحادثة قد وقعت قبل أسبوع وتسببت في حزن كبير على مربية الحيوانات روت كاوفمان، (43 سنة)، التي تتولى رعاية قفص النمور منذ سنوات. وكشف التحقيق الأولي أن كاوفمان نسيت إغلاق باب القفص بعد انتهائها من التنظيف. كما ظهر من تشريح الطب العدلي أن المرأة ماتت بسبب عضة في العنق. وللعلم، يعتبر النمر «آلتاي» من أكبر النمور السيبيرية في العالم، وكان يعيش مع لبوته وثلاثة جراء صغار. وتفترض نظرية المحققين أن «آلتاي» كان يدافع عن جرائه الثلاثة حين هاجم الضحية.
هذا، وتشهد نهاية الصيف عادة نشاطا غير معتاد في أقفاص النمور، وهرب خلال هذه الفترة بالذات ثلاثة نمور من أقفاصهم في حدائق الحيوانات في مختلف المدن الألمانية. ولكن بيتر هودكه، من جمعية الرفق بالحيوانات، علق بأن تصرف النمور في هذه الفترة لم يباغته، وأن الحيوانات لن تكف عن محاولات الهروب من «السجن»، في حين طالب فرانك ألبريشت، من منظمة «آيند زوو» بإغلاق جميع حدائق الحيوانات في العالم. وأضاف أن عدد النمور في أقفاص حدائق الحيوانات صار أكثر من عددها في الطبيعة.
عودة إلى حادثة «آلتاي»، فإن النيابة العامة تحقق الآن باحتمال وجود خطأ بشري، غير خطأ المربية، أدى إلى وقوع المأساة المزدوجة. إذ تبين أن الأبواب الثلاثة الاحترازية، التي تفصل القفص عن منطقة حركة المربية، كانت مفتوحة.
بقي أن نشير إلى أن حديقة الحيوانات أغلقت أبوابها أمام الزوار، بعد مقتل المربية، لكنها عادت وفتحتها بعد 20 دقيقة فقط، أي بعد رفع جثتي المرأة الضحية والنمر. وأثار فتح الحديقة مجددا الكثير من النقد حول لا إنسانية موقف إدارة الحديقة. وأثار الرأي العام أكثر تسرب شائعة عن بحث إدارة الحديقة عن مشتر يتولى تحنيط جثة النمر.