قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن مقاتلي المعارضة هاجموا فجر الجمعة مقرا تابعا للامن السوري يقع غربي مدينة حلب، بينما تواصل القتال في تلك المدينة، وكذلك في ريف دمشق.

واضاف المرصد ان قتالا ضاريا يدور في محيط المقر.

كما اندلعت اشتباكات بين الطرفين في حيي سيف الدولة وصلاح الدين جنوب غربي حلب، وفي حي حنانو شمالي المدينة.

وقال المرصد إن مقاتلي المعارضة اسروا تسعة جنود نظاميين في حي السيدة زينب في دمشق.

واضاف ان القوات السورية قصفت بالمدفعية مصيف رنكوس شمالي دمشق.

تركيا "تناشد"

وفي نيويورك، ناشد وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، الذي كان يتحدث خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي الخميس على مستوى الوزراء لمناقشة الوضع الإنساني للاجئين السوريين، المجلس المساعدة على إنشاء مخيمات داخل سوريا، ودونما إبطاء، وذلك لتأمين الحماية لآلاف الأشخاص الفارين من القتال بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة.

وقال داود أوغلو إن بلاده لم تعد قادرة على استيعاب تدفق أمواج اللاجئين الذين يعبرون الحدود السورية إلى أراضيها كل يوم.

وتابع قائلا، "وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن هناك أكثر من مليوني شخص نزحوا عن ديارهم داخل سوريا. وفي مواجهة مثل هذه الأزمة الإنسانية، فإنه يتعين على الأمم المتحدة أن تسارع إلى إقامة مخيمات لهؤلاء النازحين داخل الأراضي السورية، وبلا تأجيل."

بريطانيا وفرنسا

وكانت كل من بريطانيا وفرنسا قد أعلنتا في وقت سابق الخميس عن تقديم مساعدات إنسانية إضافية تقدر بملايين الدولارات للمدنيين السوريين.

كما أقر البلدان في الوقت ذاته بوجود صعوبات تحول دون إقامة مناطق عازلة لحماية المدنيين في سوريا، الأمر الذي طالما طالبت به المعارضة السورية بإلحاح خلال الفترة الماضية.

ففي مؤتمر صحفي مشترك عقداه في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أقر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، ونظيره الفرنسي، لوران فابيوس، بأن "صعوبات كبيرة تعترض تنفيذ الاقتراح الهادف إلى إقامة مناطق عازلة"، وهو ما كان الرئيس السوري بشار الأسد قد وصفه الأربعاء بأنه "خطوة غير عملية".

واتفق وزير الخارجية البريطاني مع نظيره الفرنسي في الحديث عن صعوبة توحيد مواقف أعضاء مجلس الأمن من هذا الاقتراح.

وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد طالب مجلس الأمن بإقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا، وبإقامة ممرات إنسانية آمنة لحماية المدنيين في مناطق القتال في البلاد.

وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، قال هيغ إن بلاده ستضيف مبلغ ثلاثة ملايين جنيه إسترليني (نحو 5 ملايين دولار أمريكي) إلى الـ 27.5 مليون جنيه إسترليني (43 مليون دولار) التي كانت حكومته قد تعهدت بتقديمها لمساعدة المعارضة السورية.

من جانبه، أعلن فابيوس أن فرنسا ستضيف خمسة ملايين يورو (6 ملايين دولار) "إلى مبلغ الـ 20 مليون يورو (25 مليون دولار) التي سبق أن أعلنت باريس عن تقديمها كمساعدات إنسانية للاجئين في سوريا.

إسهامات إضافية

يُشار إلى أن متحدثة باسم الأمم المتحدة كانت قد أعلنت الخميس أن المنظمة الدولية لم تتلق حتى الآن سوى نصف الأموال التي تحتاج إليها لمواصلة عملياتها الإنسانية الأساسية داخل سوريا، داعية إلى تقديم إسهامات إضافية.

وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين في سوريا حاليا بـ 1.2 مليون شخص يقيمون في مبان عامة مثل المدارس، بعد أن فروا من المدن والقرى التي تشهد قتالا بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.

وقدرت المنظمة العدد الاجمالي لمن تأثروا بتبعات النزاع الدائر في البلاد منذ بدء الاحتجاجات ضد الأسد في 15 مارس/آذار من عام 2011 بـ 2.5 مليون شخص.

وقالت كلير دويل المتحدثة باسم مكتب تنسيق العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، امام اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي مخصص لبحث الوضع الانساني في سوريا، إن المنظمة الدولية لم تحصل بعد دعوتها لتقديم الأموال اللازمة للعمليات الإنسانية في سوريا سوى 92.4 مليون دولار من أصل الـ 180 مليونا التي كانت قد طلبتها.

وأضافت دويل قائلة، "هنالك ثمة حاجة ماسة لهذه المساعدات".

وأوضحت المتحدثة أن الأمم المتحدة طلبت مبلغ 193 مليون دولار إضافية لمساعدة اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى الدول المجاورة، غير أنها لم تجمع منها حتى الآن سوى 103.8 مليون دولار.

وحتى الثلاثاء الماضي تم إحصاء 221 الف لاجىء خارج سوريا، في الوقت الذي تصاعدت حركة الفرار من البلاد، وبشكل خاص خلال الأسابيع الأخيرة.

"اجانب"

من جانبه، قال بشار الجعفري، مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، إن قوات الجيش وحفظ النظام السورية قتلت 107 من المقاتلين الأجانب، بينهم تونسيون وسعوديون وأردنيون وغيرهم، خلال المعارك التي شهدتها مدينة حلب أخيرا بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة.

وأضاف الجعفري، أن لدى بعثته كشفا مفصلا بأسماء وجنسيات هؤلاء القتلى الذين سقطوا خلال المواجهات الدامية في المدينة الواقعة شمالي البلاد.

وشن الجعفري هجوما لاذعا على الدول التي تسعى الى التدخل بشؤون بلاده، على حد وصفه، داعيا تلك الدول الى السعي بدل ذلك "لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية".

أما مندوبا الصين وروسيا، الدولتان الحليفتان لسوريا، فقد دعتا إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا والسعي إلى إيجاد حل سلمي للأزمة التي تعصف بالبلاد، بدل الحديث عن مناطق عازلة، أو التهديد باستخدام القوة ضد دمشق.