علمت "الاقتصادية" من مصادر خاصة أن وزارة التربية والتعليم ستشرع في الاستعانة بجهات وشركات متخصصة لتشغيل وإدارة ألف نادي حي للأنشطة التعليمية والترويحية في جميع مدارس التعليم العام للبنين والبنات في الفترة المسائية.

وقالت المصادر إن "التربية" ومن خلال شركة تطوير للخدمات التعليمية ستدعو الشركات المختصة في الرياضة والترويح لتشغيل هذه الأندية، شريطة أن تكون المنشأة المتقدمة مرخصة من الجهات الحكومية ذات العلاقة، وأن يكون قد سبق لها العمل في هذا المجال ولديها الخبرة المناسبة، إضافة إلى أن تكون قادرة على التنفيذ في جميع مناطق السعودية.

يأتي ذلك في الوقت التي كشفت وزارة التربية والتعليم عن نيتها لتهيئة جميع المدارس الحكومية في في جميع مناطق ومدن السعودية لإقامة أندية للحي فيها، وأنها ستجهزها بصالات رياضية وملاعب تستقبل أبناء الحي وأولياء أمورهم.

وأوضحت المصادر أن توجه الوزارة لتشغيل أندية الأحياء من قبل الشركات والجهات الخاصة، يأتي رغبة منها في توفير كوادر بشرية مدربة للرجال والنساء، مشيرة إلى أن الوزارة ستسفيد من بعض المعلمين في إدارة النادي بالتعاون مع هذه الشركات التي ستتولى تشغيلها.

وأعلنت الوزارة أنها تعتزم افتتاح 200 ناد مسائي بداية الفصل الدراسي الحالي، تمهيداً لاستكمال الباقي خلال السنوات الثلاث المقبلة.

إلى ذلك، قال الدكتور حمد محمد آل الشيخ نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين، إن الوزارة تعتزم افتتاح 200 نادي حي مسائي من أصل ألف نادٍ تخطط الوزارة لافتتاحها في المرحلة الأولى من برنامج أندية الأحياء، وذلك بتمويل من مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم.

وأضاف آل الشيخ في حديث سابق خلال تدشين أول نادي حي نموذجي مسائي في ثانوية الشيخ عبد العزيز بن باز شمال العاصمة الرياض، أن الوزارة تسعى لتهيئة جميع المدارس في المملكة لإقامة أندية للحي فيها، وفقا لطاقتها الاستيعابية وإمكاناتها، مشيرا إلى أنه سيتم تجهيزها بصالات رياضية وملاعب تستقبل أبناء الحي وأولياء أمورهم ليكون الجميع ملتفا حول المدرسة ومفهومها كمؤسسة متعددة الجوانب.

وأوضح نائب وزير التربية والتعليم أن عدد الأندية التي ستكون مفتوحة على مدار السنة وفي الخميس والجمعة عدا أيام العطلات الرسمية في جميع المدارس وفقا لإمكاناتها، سيكون مؤشراً حقيقيا لحجم التنمية الاجتماعية التي تقوم بها الوزارة داخل المجتمع.

وأشار إلى أنه ما دامت الهوية لا تحتوي على شيء محرم فسنحتويها طالما أن لدينا مكان، حتى وإن اختلفت فيها الخلفيات والمشارب.

وقال:" نحن لا نريد أن يذهب أبناؤنا إلى الشوارع، نريدهم أن يمارسوا هواياتهم بوجود مشرفين موثوق بهم يستطيعون إرشادهم ويعززون من إخلاصهم لدينهم ومليكهم ووطنهم".

وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور أنور أبو عباة مدير إدارة النشاط الطلابي في تعليم الرياض، إن المشروع يهدف إلى تهيئة ألف مدرسة في أحياء مختلفة من مناطق ومحافظات السعودية، وفق معايير محددة، بإشراف مباشر من مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، وذلك من خلال فتح أبواب تلك المدارس لاستقبال الطلاب المحيطة مساكنهم بالمدرسة، بغرض إتاحة الفرصة لهم وتوفير وتهيئة المكان المناسب لممارسة مختلف الأنشطة والهوايات، وكذلك توفير خدمات تعليمية إضافية ودورات مسائية تهدف إلى مساعدة الطلاب وأسرهم للتغلُّب على الصعوبات التي تعوق تحصيلهم العلمي، وأيضاً تقديم خدمات رعاية الموهوبين والمبدعين وتوفير كل الوسائل التي تمكنهم من الإبداع واحتضان مواهبهم.

وكانت وزارة التربية والتعليم قد أكدت أن أندية الأحياء ستسهم في تفعيل البرامج الموجّهة إلى الأسرة لرفع قدرتها على مساندة تعليم أبنائها وبناتها، وتوفير بيئة تعليمية لهم داخل المنزل تعزّز من فرص التعلم والتميز، وتساعد على التعامل الفاعل مع المشكلات التربوية، وتحقيق التواصل المستمر مع المدرسة، وهو مجال رحب لتطوير برامج النشاط الصفي وغير الصفي داخل مدارس التعليم العام جميعها، بما يحقق سمات المدرسة التي نطمح إليها من خلال الاستراتيجية التي وضعها مشروع ''تطوير'' ضمن رؤيته المستقبلية لتطوير التعليم.